responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : تأسيس التقديس في كشف تلبيس داود بن جرجيس نویسنده : أبا بطين، عبد الله    جلد : 1  صفحه : 104
وقد قدمنا بعض الأحاديث التي فيها تسمية الاستعاذة دعاء ولهذا كان الأئمة المصنفون يدخلون أحاديث الاستعاذة[1] في أثناء كتاب الدعوات كصاحبي الصحيحين وغيرهما، لأن الاستعاذة عندهم دعاء حقيقة وهذا ظاهر، فقول الإنسان أعوذ بفلان من كذا أو أسأله أن يدفع عني أو يرفع عني كذا فهو في الحالتين سائل طالب داع، فانظر إلى قوله - رحمه الله - فكل من دعا ميتا أو غائبا تناولته هذه الآية، وهو ظاهر لأن هؤلاء غائبون كالملائكة والمسيح، وغائب الملائكة أقرب من غائب البشر ويقدرون على ما لا يقدر عليه البشر وهم يكونون وسائط فيما يقدره الله بأفعالهم، وممن أريد بالآية من هو ميت كمريم وعزير ومن المعلوم يقينا أن أموات البشر وغائبهم لا يملكون كشف الضر عمن دعاهم ولا تحويله من حال إلى حال، فالآية تناولتهم قطعا، فيقال لداعيهم أدعوهم[2] فإنهم لا يملكون كشف الضر عنكم ولا تحويلا.
وقال ابن القيم في المدارج: ومن أنواع الشرك طلب الحوائج من الموتى والاستغاثة بهم والتوجه إليهم، وهذا أصل شرك العالم فإن الميت قد انقطع عمله وهو لا يملك لنفسه ضرا ولا نفعا فضلا لمن استغاث به وسأله قضاء حاجته أو سأله أن يشفع له إلى الله فيها، والميت محتاج إلى من يدعو له ويترحم عليه ويستغفر له كما أوصانا النبي صلى الله عليه وسلم إذا زرنا قبور المسلمين أن نترحم عليهم، ونسأل الله لهم العافية والمغفرة، فعكس المشركون هذا وزاروهم زيارة العبادة واستقصاء الحوائج والاستغاثة بهم، وجعلوا قبورهم
أوثانا تعبد، وسموا قصدها حجا، فجمعوا بين الشرك بالمعبود وتغيير دينه ومعاداة أهل التوحيد ونسبة أهله إلى التنقص بالأموات، وهم قد تنقصوا الخالق بالشرك وأولياءه الموحدين له الذين لم يشركوا به شيئا بذمهم وعيبهم

[1] في "ط" "الاستغاثة".
[2] في "ط" و "ب" "أدعهم".
نام کتاب : تأسيس التقديس في كشف تلبيس داود بن جرجيس نویسنده : أبا بطين، عبد الله    جلد : 1  صفحه : 104
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست