responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : تأسيس التقديس في كشف تلبيس داود بن جرجيس نویسنده : أبا بطين، عبد الله    جلد : 1  صفحه : 117
{وَالَّذِينَ جَاءُوا مِنْ بَعْدِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلِإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالْإِيمَانِ} [الحشر:10] .
وقوله: أن النبي صلى الله عليه وسلم لم ينكر عليهم طلب الدعاء منه، ولم يقل أنتم أشركتم لأنكم طلبتم الدعاء مني قبل الإذن.
فهذا تهويل منه وتوهيم للطغام، وهل يقول هذا أحد؟ وإنما الذي يتوقف على الإذن من الله سبحانه هو الشفاعة في الآخرة حين يرجع الأمر والملك لله الواحد القهار الذي لا يغلبه غالب ولايقهره قاهر، قال تعالى {يَوْمَئِذٍ لَا تَنفَعُ الشَّفَاعَةُ إِلَّا مَنْ أَذِنَ لَهُ الرَّحْمَانُ وَرَضِيَ لَهُ قَوْلًا} [طه:109] . {يَوْمَ يَأْتِ لَا تَكَلَّمُ نَفْسٌ إِلَّا بِإِذْنِهِ} [هود:105] . {يَوْمَ يَقُومُ الرُّوحُ وَالْمَلَائِكَةُ صَفًّا لَا يَتَكَلَّمُونَ إِلَّا مَنْ أَذِنَ لَهُ الرَّحْمَانُ وَقَالَ صَوَابًا} [النبأ38] . والله سبحانه وتعالى فرق بين أحكام الدنيا والآخرة، فشرع لأهل الدنيا دعاء بعضهم لبعض للأحياء والأموات، وملكهم ما يتصرفون فيه، فهم يتصرفون بحسب اختيارهم، وأما الآخرة فأخبر سبحانه أنه المتفرد بالملك والأمر والتصرف في ذلك اليوم، فلا يصنع أحد شيئا، ولا أمر لغيره معه يَوْمَ لَا تَمْلِكُ نَفْسٌ لِنَفْسٍ شَيْئًا وَالْأَمْرُ يَوْمَئِذٍ لِلَّهِ} [الإنفطار19] . ولا شفاعة إلا من بعد إذنه {مَا مِنْ شَفِيعٍ إِلَّا مِنْ بَعْدِ إِذْنِهِ} [يونس:3] .
فكلام هذا الضال يدور على التسوية بين أحكام الدنيا والآخرة، وهذا من أعظم المحادة والمشاقة لله ولرسوله، {وَمَنْ يُشَاقِقْ الرَّسُولَ مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُ الْهُدَى وَيَتَّبِعْ غَيْرَ سَبِيلِ الْمُؤْمِنِينَ نُوَلِّهِ مَا تَوَلَّى وَنُصْلِهِ جَهَنَّمَ وَسَاءَتْ مَصِيرًا} [النساء:115] .
وقوله: إنه صلى الله عليه وسلم حي في قبره بالاتفاق، حكاية الاتفاق[1] كذب منه، وهو قد نقض حكاية الاتفاق بما ذكره بعد من الحكاية المروية عن مالك رحمه الله، وقول لأبي جعفر إن حرمته ميتا كحرمته حيا فوصفه مالك بالموت

[1] سقطت "حكاية الاتفاق" من "ب" وفي "ط" "حكايته".
نام کتاب : تأسيس التقديس في كشف تلبيس داود بن جرجيس نویسنده : أبا بطين، عبد الله    جلد : 1  صفحه : 117
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست