responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : تأسيس التقديس في كشف تلبيس داود بن جرجيس نویسنده : أبا بطين، عبد الله    جلد : 1  صفحه : 127
وقوله هنا فعلى قولكم إن الطلب نفسه عبادة. مقتضى كلامه أن الطلب من حيث ليس بعبادة سواء كان الطلب من الله أو من غيره.
فيقال له: إن زعمت أن الطلب من الله ليس بعبادة فهذا معلوم البطلان كما قررناه فيما تقدم وبينا دلائله، من ذلك أن الله أمر بدعائه، وأثنى على من دعاه رغبا ورهبا فقال:
{إِنَّهُمْ كَانُوا يُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَيَدْعُونَنَا رَغَبًا وَرَهَبًا} [الأنبياء:90] ، وسمى النبي صلى الله عليه وسلم الدعاء عبادة فقال: "إن الدعاء هو العبادة" [1] وقال: "الدعاء مخ العبادة" [2] وكل ما أمر الله به أمر إيجاب أو استحباب فهو عبادة عند جميع العلماء. فمن قال إن دعاء العبد ربه ليس بعبادة له فهو ضال، بل كافر، فإن أقر أنه عبادة ولابد أن يقر إلا أن يعاند ويكابر، فإن أقر أن دعاء العبد ربه عبادة فإذا دعا ربه راغبا وراهبا فقد عبده[3]، فإذا من دعا من لا يسمعه أو لا يستجيب له من ميت أو غائب كان قد دعا من لا ينفعه ولا يضره، ونصوص القرآن صريحة في النهي عنه وذم من دعا من هذه صفته، فيدخل في ذلك الأموات والغائبون كالجماد[4]، لأن كلا من هؤلاء لا يستجيب لداعيه فلا ينفعه إن دعاه ولا يضره إن لم يدعه. وتقدم حكاية الشيخ تقي الدين إجماع المسلمين على كفر من جعل بينه وبين الله وسائط يدعوهم ويتوكل عليهم ويسألهم. وتقدم أيضا قول الله سبحانه وتعالى: {قُلْ ادْعُوا الَّذِينَ زَعَمْتُمْ مِنْ دُونِهِ فَلَا يَمْلِكُونَ كَشْفَ الضُّرِّ عَنكُمْ وَلَا تَحْوِيلًا} [الإسراء: 56] . وقول المفسرين: إنها نزلت فيمن يعبد الملائكة والمسيح وأمه وعزيرا والجن، وقول الشيخ تقي الدين: إن الآية تعم من دعا الأموات والغائبين. فكل من دعا ميتا أو غائبا فهو داخل في حكم هذه الآية، وهذا ظاهر لأن العبرة بعموم اللفظ لا بخصوص السبب، والذين هم سبب النزول غائبون، وغائبهم

[1] تقدم تخريجه ص 92.
[2] تقدم تخريجه ص 92.
[3] في "ب" "فقد عبده فإذا دعا من لا يسمعه فقد عبده فإذا دعا من لا يسمعه 00 ".
[4] في "أ" "والجمادات".
نام کتاب : تأسيس التقديس في كشف تلبيس داود بن جرجيس نویسنده : أبا بطين، عبد الله    جلد : 1  صفحه : 127
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست