responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : تأسيس التقديس في كشف تلبيس داود بن جرجيس نویسنده : أبا بطين، عبد الله    جلد : 1  صفحه : 25
وقول المعترض: فماذا يضره لو كرم بما لربه.
مقتضى هذه العبارة أنه يتصرف في خزائن الرب سبحانه، لأن التصرف والتكرم بما في يده ليس مختصا به صلى الله عليه وسلم، لأن كل أحد يتصرف فيما أعطاه الله وملكه، والنبي صلى الله عليه وسلم إنما يتصرف فيما في يده يضعه حيث أمره ربه. قال صلى الله عليه وسلم: "إني لا أعطي أحدا ولا أمنع أحدا وإنما أنا قاسم أضع كما أمرت" 1
وقال: في حكم الزكاة: "إن الله لم يرض فيها بحكم نبي ولا غيره حتى حكم هو فيها فجزأها ثمانية أجزاء ". 2
وقول الناظم: إن من جودك الدنيا وضرتها: أي من عطائك وإنعامك وإفضالك الدنيا والآخرة، وهذا كلام لا يحتمل تأويله بغير ذلك، ووازن بين قول الناظم من جودك الدنيا وضرتها وبين قوله تعالى: {قُلْ إِنِّي لَا أَمْلِكُ لَكُمْ ضَرًّا وَلَا رَشَدًا} [الجن:21] . وقوله: {قُلْ لَا أَقُولُ لَكُمْ عِندِي خَزَائِنُ اللَّهِ وَلَا أَعْلَمُ الْغَيْبَ} [الأنعام: 50] .
قال ابن كثير 3 "قل لا أقول لكم عندي خزائن الله أي خزائن رزقه فأعطيكم ما تريدون "ولا أعلم الغيب" فأخبركم بما غاب ممامضى وما سيكون "ولا أقول لكم إني ملك"؛ لأن الملك يقدر على ما لا يقدر عليه الآدمي ويشاهد ما لا يشاهده الآدمي.
وقوله تعالى {قُلْ لَا أَمْلِكُ لِنَفْسِي نَفْعًا وَلَا ضَرًّا إِلَّا مَا شَاءَ اللَّهُ وَلَوْ كُنتُ أَعْلَمُ الْغَيْبَ لَاسْتَكْثَرْتُ مِنْ الْخَيْرِ وَمَا مَسَّنِي السُّوءُ إِنْ أَنَا إِلَّا نَذِيرٌ وَبَشِيرٌ لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ} [الأعراف: 188] .

1 أخرجه البخاري، كتاب فرض الخمس، باب: قول الله تعالى: "فأن لله خمسه وللرسول" حديث رقم 3117 عن أبي هريرة رضي الله عنه.
2 أخرجه أبو داود، كتاب الزكاة، باب من يعطي من الصدقة، وحد الغنى حديث رقم 1630،وضعفه العلامة الألباني كما في الإرواء رقم 859.
3 كذا في جميع النسخ والصحيح أن هذا كلام البغوي – رحمه الله تعالى – إلى قوله "الآدمي"، ينظر: "البغوي وابن كثير " "3 / 312 – 313".
نام کتاب : تأسيس التقديس في كشف تلبيس داود بن جرجيس نویسنده : أبا بطين، عبد الله    جلد : 1  صفحه : 25
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست