responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : تأسيس التقديس في كشف تلبيس داود بن جرجيس نویسنده : أبا بطين، عبد الله    جلد : 1  صفحه : 88
عَدُوِّهِ} [القصص:15] . وقال: {وَإِنْ اسْتَنصَرُوكُمْ فِي الدِّينِ فَعَلَيْكُمْ النَّصْرُ} [الأنفال:72] . وقال الصحابة: "قوموا بنا نستغيث برسول الله صلى الله عليه وسلم من هذا المناف" 1 وقال تعالى: {وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى} فمن ساوى بين الأحياء والأموات في ذلك بقوله ماجاز طلبه من الحي جاز طلبه من الميت فقد جمع بين ما فرق الله بينه وضل ضلالا بعيدا.
ويقال لهذا المساوي بين الأحياء والأموات: من المعلوم أن أهل الدنيا يستقضون حوائجهم بعضهم من بعض برهم وفاجرهم مسلمهم وكافرهم، وقد استعار النبي صلى الله عليه وسلم أدراعا من صفوان بن أمية وهو مشرك، واستعان في بعض غزواته بأناس من المشركين، وما زال المسلمون يستقضون حوائجهم من المسلم والذمي والبر والفاجر، فيلزم المساوى بين الأحياء والأموات أن يساوي بين أموات المذكورين كما كانوا في الدنيا كذلك.
فإن قال: طلب الحاجات مختص بموتى الصالحين فلا يجوز طلبها من موتى الكفار والفساق.
قيل له: نقضت أصلك حيث فرقت بين أحياء هؤلاء وأمواتهم.
فإن قال: موتى الصالحين أحياء في قبورهم كما زعم، فهو كاذب في ذلك لم يرد في ذلك حديث إلا ما أخبر الله عن حياة الشهداء، مع أن حياتهم لا تدرك بالحس ولا بالعقل فالله سبحانه أعلم بحقيقتها، وأما سوى الشهداء غير الأنبياء فلم يأت خبر عن الرسول أنهم أحياء في قبورهم، وإنما هو افتراء وكذب من هذا الضال.
فإن قال: إن صالحي الأموات ينعمون في البرزخ.
قيل له: وضدهم يعذبون فيدركون العذاب كما يدرك الصالح النعيم، وهذا إدراك وإحساس لا يعلم حقيقته إلا الله.

{1} تقدم تخريجه ص 78
نام کتاب : تأسيس التقديس في كشف تلبيس داود بن جرجيس نویسنده : أبا بطين، عبد الله    جلد : 1  صفحه : 88
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست