وحادثة كتاب (في الشعر الجاهلي) حصلت كما تعلمون فى عهد الوزارة
السابقة، فلما توليت الوزارة أردت أن أقف - على حقيقة الأمر، فسألت سعادة مدير الجامعة عن الإجراءات التي اتخذها إزاء هذه الحادثة، فأجاب بأن الجامعة منعت انتشار الكتاب بشراء جميع النسخ من المكاتب وحصرتها في مخازنها، كما اتخذت الإجراءات اللازمة لمنع طبع نسخ أخرى منه، وقد أكد لي سعادته أن ما يؤاخذ عليه المؤلف لم يُلقِه على طلبته في الجامعة كما ظن، وأن المؤلف صرح على صفحات الجرائد بأنه مسلم ولم يقصد الطعن في دين من الأديان أو المس بكرامته (ضجة) .
هذا ما أكده لي مدير الجامعة، أما فيما يختص بالمبلغ الذي دُفع ثمناً
للكتاب فإني أصرح بأني لو كنت مسؤولاً لما رضيتُ بهذا التصرف، وإني
موافق على استرداده إذا كان لا يوجد مانع قانوني يحول دون ذلك.
أما فيما يختص بالإجراءات الأخرى فلا يخفى على حضراتكم أن المؤلف
مسافر إلى أوروبا منذ شهر يونيو عقب تأليف الوزارة مباشرة ولم يعد بعد؛ فلا يمكن أن أتخذ من الآن إجراءات في غيابه، وعلى كل حال فإني أعد ببحث المسألة. . .
الرئيش [1] : ترفع الجلسة للاستراحة.
فرفعت الجلسة.
ثم أعيدت.
خطبة الأستاذ القاياتي
الشيخ القاياتي: سادتي النواب، كان بودي أن تمر بنا ميزانية الجامعة
فنتقبلها هاتفين مصفقين؛ لأنها ميزانية أمنية طالما تمنيناها، وغاية كثيراً ما
رجوناها، لأننا نعتقد أن وجود جامعة مصرية إنما هو طريق إلى الفلاح
المرجو، وإلى الحرية المطلوبة، وإلى الاستقلال الحقيقي المنشود.
ولكن الله تعالى أراد - أو أن غير الله ممن يجرؤون على ما لا يجوز لهم أن يجرؤوا عليه أرادوا - أن تمر علينا هذه الميزانية ونحن نئن من الألم، ونتضجر، من الحزن، ونبكي من المصيبة التي كنا نرجو أن تكون نعمة كبرى.
أنا لا أريد أن أتكلم عن الجامعة باعتبار إدارتها، ولا باعتبار ما يدرس [1] هو رجل الأمة العظيم ونابغة الشرق كله ونادرة الفلك صاحب الدولة سعد باشا زغلول.