responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : تحريم النظر في كتب الكلام نویسنده : ابن قدامة المقدسي    جلد : 1  صفحه : 70
وَقد أَرَاكُم الله عِبْرَة فِي هَذَا الرجل الَّذِي اعتقدتم غزارة علمه كَيفَ قد زل هَذِه الزلة القبيحة فَلَا تغتروا بِأحد ثمَّ وَإِيَّاكُم وَالْكَلَام فِي الْمسَائِل المحدثات الَّتِي لم تسبق فِيهَا سنة مَاضِيَة وَلَا إِمَام مرضِي فَإِنَّهَا بدع محدثة
وَقد حذركُمْ نَبِيكُم صلى الله عَلَيْهِ وَسلم المحدثات فَقَالَ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم إيَّاكُمْ ومحدثات الْأُمُور فَإِن كل محدثة بِدعَة وكل بِدعَة ضَلَالَة وَقَالَ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم شَرّ الْأُمُور محدثاتها
وَذَلِكَ مثل مَسْأَلَة النقط والشكل وَمَسْأَلَة تخليد أهل الْبدع فِي النَّار وَأَشْبَاه ذَلِك من المحدثات والحماقات الَّتِي لَا أثر فِيهَا فَيتبع وَلَا قَول من إِمَام مرضِي فيستمع
فَإِن الْخَوْض فِيهَا شين والصمت عَنْهَا زين والمتكلم فِيهَا مُبْتَدع خائض فِي الْبِدْعَة مرتكب شَرّ الْأُمُور بِشَهَادَة الْخَبَر الْمَأْثُور
وَالله سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى سَائل من تكلم فِيهَا عَن كَلَامه ومطالبه بحجته وبرهانه
قَالَ سهل بن عبد الله التسترِي رَحمَه الله تَعَالَى مَا أحدث أحد فِي الْعلم شَيْئا إِلَّا يسْأَل عَنهُ يَوْم الْقِيَامَة فَإِن وَافق السّنة وَإِلَّا فَهُوَ العطب
وَمن سكت عَن هَذِه الحماقات لم يسْأَل عَنْهَا
وَله فِي رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وصحابته رَضِي الله عَنْهُم وتابعيهم أُسْوَة حَسَنَة
وَنحن إِن شَاءَ الله تَعَالَى أعلم بالآثار مِنْكُم وَأَشد لَهَا طلبا وَقد رَضِينَا لأنفسنا بِاتِّبَاع سلفنا وَاجْتنَاب المحدثات بعدهمْ
أَفلا ترْضونَ لأنفسكم بذلك أَو لَا يسعنا مَا وسعهم أَو لَيْسَ لنا فِي السّنة سَعَة عَن الْبِدْعَة
وَمن لم يَسعهُ مَا وسع رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وسلفه وأئمته فَلَا وسع الله عَلَيْهِ
وَمن لم يكتف بِمَا اكتفوا بِهِ ويرضى بِمَا رَضوا بِهِ ويسلك سبيلهم وكل آخذ مِنْهُم فَهُوَ من حزب الشَّيْطَان و {إِنَّمَا يَدْعُو حزبه ليكونوا من أَصْحَاب السعير}
وَمن لم يرض الصِّرَاط الْمُسْتَقيم سلك إِلَى صِرَاط

نام کتاب : تحريم النظر في كتب الكلام نویسنده : ابن قدامة المقدسي    جلد : 1  صفحه : 70
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست