نام کتاب : تحقيق التجريد في شرح كتاب التوحيد نویسنده : البكري، عبد الهادي جلد : 1 صفحه : 7
إلى قوله في الدفاع عنه:
يصبُّ عليه سوطَ ذم وغيبة ... ويجفوه من كان يهواه من عمْدِ
ويُعزى إليه كلُّ ما لا يقولُه ... لتنقيصِهِ عند التهاميِّ والنجْدِ
فيرميه أهلُ الرفض بالنصبِ فريةً ... ويرميه أهلُ النصب بالرفضِ والجحدِ
وليس له ذنبٌ سوى أنه غدا ... يُتَابِعُ قولَ الله في الحل والعقد
ويتبع أقوال النَّبي محمدٍ ... وهل غيره بالله في الشرع من يهدي
ومما يدل على ذلك القبول - أيضًا - قولُ[1] محمد بن أحمد الحفظي:
عصائبُ في نجدٍ تمهد للمهدي ... وتحيى موات الدين في القرب والبعد
وبارقهم ما زال بالخير لامعًا ... فَبُورِكَ من بَرْقٍ وبورك من نجدٍ
إلى قوله في الشوق للقاء أولئك الدعاة:
وهيَّجْتَ قلبي للمسير وللقا ... وأدخلت وسط القلب ودًّا على ودِ
ولو أن لي يا بارق الخير قدرة ... وليس معي عذر لجئتكم وحدي
ولكن أهلا ثم سهلا بمن دَعَا ... إلى الحقِّ والتوحيد للواحد الفرْدِ
وإني لمن يدعو إلى الحق تابعٌ ... مجيب وتواب من السهو والعمْدِ
ولقد كانت عسيرُ في مقدمة البلدان التي قبلت تلك الدعوة، وذلك بتوفيق الله تعالى ثم للواقع الذي كانوا يعيشونه; فقد سلموا إلى حد كبير مما أصاب أمثالهم من الاتجاهات الدينية الضالة والفرق المذهبية الخاطئة، حيث كان يسود قبائلها المذهب الشافعي، وهو مذهب سني معهود مما جعل قبول هذه الدعوة الإصلاحية أمرًا يسيرًا[2]. [1] ((نفحات من عسير)) جمع محمد زين العابدين الحفظي: ص 46. [2] انظر: مقدمة كتاب ((عسير في ظلال الدولة السعودية الأولى)) للدكتور/ عبد الله أبو داهش: ص [5].
العيينة[1] محلة آبائه والجدود، سنة خمس عشرة بعد المائة والألف، نشأ بها في طاعة الله تعالى، ورحل في طلب العلم/ الشريف، وجد واجتهد، ونال ما طلب وقصد ودعا إلى الله تعالى، وانتقل إلى الدرعية[2] واستقر به القرار في محروس تلك الديار، وهو يدعو الناس إلى عبادة الله بالإخلاص و [أن] [3] لا يشرك بالله شيئًا، ولم تزل دعوته تهرول في آفاق[4] الأرض وتجري، وتبكر في جميع الأقطار وتسري[5] وكانت وفاته يوم الاثنين في شهر شوال سنة ست بعد المائتين والألف[6] فكان عمره قريبا من ثنتين وتسعين سنة، رحمه الله تعالى.
والآن ابتدي في المقصود بعون الله الملك المعبود[7]. [1] العيينة: بضم العين فياءين مفتوحة ثم ساكنة فنون مفتوحة فهاء. بلدة تقع في ملتقى شعاب وادي حنيفة الرئيسية كان لها دور كبير وكانت تحكم ما حولها, ولها صولة ونفوذ, كان بها مولد الشيخ محمد بن عبد الوهاب. انظر: ((معجم اليمامة)) : (2/ 198-205) . [2] الدرعية: بكسر الدال وإسكان الراء وكسر العين فياء مشددة مكسورة فهاء, نسبة إلى الدروع وهم بطن من بني حنيفة. بلدة تقع شمال غرب الرياض بمسافة عشرين كيلا ويشقها وادي حنيفة, وفيها توفي الشيخ محمد بن عبد الوهاب. انظر: ((معجم اليمامة)) : (1/ 416-427) . [3] زيادة: (أن) من ((ر)) , وفي ((الأصل)) , و ((ع)) , و ((ش)) : (ولا يشرك) . [4] في ((ر)) , و ((ع)) : (أقطار) بدل: (آفاق) . [5] في ((ع)) : (تسير) . [6] وهكذا ذكره ابن غنام في ((الروضة)) : (2/ 154) , وعبد الرحمن بن قاسم في ((الدرر السنية)) : (12/ 20) , وقد خالف ابن بشر في الشهر فقال في ((عنوان المجد)) (1/ 95) : كانت وفاته في آخر ذي القعدة, وكذا قاله إبراهيم بن عبيد في ((تذكرة أولي النهي)) : (1/ 47) . [7] عبارة: (بعون الله الملك المعبود) +سقطة من ((ر)) .
نام کتاب : تحقيق التجريد في شرح كتاب التوحيد نویسنده : البكري، عبد الهادي جلد : 1 صفحه : 7