نام کتاب : تخجيل من حرف التوراة والإنجيل نویسنده : الجعفري، صالح جلد : 1 صفحه : 143
القاضية بضعف البشرية، والحيدة توجد كثيراً في كلام الأنبياء عليهم السلام يستعملونها للضرورة الحاضرة.
وأنا أستحسن قول سيدنا محمّد رسول الله صلى الله عليه وسلم: "وقد قال له العباس: يا رسول الله، إن أبا طالب كان بارّاً أترجو الله له؟ فقال عليه السلام: "كلّ الخير أرجوه من ربّي"[1].
وقوله: "وقد سأله رجل: يا رسول الله، متى الساعة؟ فقال: "ما أعددت لها؟ "، قال: حبّ الله ورسوله. فقال / ([1]/23/أ) : "أنت مع من أحببت"[2].
ولما قال إبراهيم للكافر: ربي الذي يحيي ويميت. قال: يا إبراهيم أنشدك [1] أخرجه ابن سعد 1/124، والذهبي في تاريخ الإسلام السيرة النبوية ص 233، كلاهما من طريق حماد بن سلمة عن ثابت البناني عن إسحاق بن عبد الله بن الحارث قال: قال العباس: ... ، فذكر.
وذكره السيوطي في الخصائص 1/147، وغزاه لابن عساكر أيضاً.
قلت: رجاله ثقات وهم من رجال الستة. ر: التقريب على الترتيب 1/197، 1/115، 1/58.
وأما قول النبي صلى الله عليه وسلم: "كلّ الخير أرجوه من ربّي". فهو بيّن في كمال ثقته صلى الله عليه وسلم بربّه عزوجل. وفيه تطييب لنفس عمّه العباس رضي الله عنه، كما أن دفاع أبي طالب في حياته عن النبي صلى الله عليه وسلم وحمايته عن أذى المشركين قد حصل له بذلك خير في الآخرة، كما ورد في الحديث الصحيح عن العباس بن عبد المطلب أنه قال: يا رسول الله، هل نفعتَ أبا طالب بشيء، فإنه كان يحوطك ويغضب لك؟ فقال: "نعم. هو في ضحضاح من النار، ولولا أنا لكان في الدرك الأسفل من النار". أخرجه البخاري. ر: فتح الباري 7/193، ح 3883، ومسلم 1/194. وعن ابن عباس - رضي الله تعالى عنهما - أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "أهون النار عذاباً أبو طالب منتعلاً بنعلين يغلي منهما دماغه". أخرجه مسلم 1/195. والذي تصرّح به هذه الأحاديث الصحيحة وغيرها في أمر أبي طالب هو معتقد أهل السنة والجماعة فيه بعكس الرافضة التي تدّعي موت أبي طالب على الإسلام، وتستدل عليه بأحاديث قال عنها الحافظ ابن حجر: "بأن أسانيدها واهية"، وقد أفاض وأجاد الحافظ ابن حجر في الإصابة 7/112-116، في ترجمة أبي طالب في الرد على شبه الرافضة في دعوى إسلام أبي طالب. [2] أخرجه البخاري في كتاب الأدب باب 96ر: فتح الباري 10/557، ومسلم 3/2032، 2033، عن أنس رضي الله عنه.
نام کتاب : تخجيل من حرف التوراة والإنجيل نویسنده : الجعفري، صالح جلد : 1 صفحه : 143