نام کتاب : تخجيل من حرف التوراة والإنجيل نویسنده : الجعفري، صالح جلد : 1 صفحه : 156
يهتف به النصارى لأرشدها، وقال: اضربي عن معتقد أسلافك العواة واسجدي لي ولأبي وروح القدس، فإني ثلث الإله، كلا ولكنه / ([1]/31/أ) أخبره أنه عبد مذلَّلٌ تحت رقّ العبودية وأنه يسجد لله مستحق الربوية.
وأعلم أن المسيح قد كان يصلي إلى أورشليم[1] وهي البيت المقدس قبلة الأنبياء قبله، ولم يزل يتوجه إليها مدة مقامه إلى حين رفع فكان مما أحدث النصارى بعده الصلاة إلى جهة الشرق، وتركوا القبلة التي كان المسيح يتوجه إليها. فإذا عيب عليهم ذلك اعتذروا بأن صاحبهم صلب إلى تلك الجهة، قالوا: فتعين علينا التوجه إلى حيث صلب[2].
فيقال لهم: أرأيتم لو صلب إلى جهة المغرب أوصلب منكساً إلى أسفل ماذا كنتم تصنعون؟ وإذ تركتم قبلة المسيح والأنبياء وحسن عندكم خلافه فهلا توجهتم إلى الناصرة[3] التي هي بلد ربكم أو إلى مصر التي هرب إليها بزعمكم خوف القتل، وتعلقتم بشبهتين من الإنجيل: إحداهما: قوله: "إنه كتب أن يدعى المسيح ناصرياً"[4]. والأخرى قوله: "من مصر دعوت ابني"[5]. [1] أورشليم: معناه: أساس السلام، وكانت تسمى يبوس وأريئيل، وأما بالعربية فتسمى بيت المقدس والقدس الشريف، والقدس. ر: قاموس ص 129. وهي مدينة مقدسة منذ عصر إبراهيم عليه السلام. قال تعالى: {وَنَجَّيْنَاهُ وَلُوطاً إِلَى الأرْضِ الَّتِي بَارَكْنَا فِيهَا لِلْعَالَمِينَ} . [سورة الأنبياء، الآية: 71] . قال أبي بن كعب، وقتادة وغيرهما: إنها أرض الشام. ر: تفسير ابن كثير 3/194. [2] ذكر ذلك القاضي عبد الجبار المعتزلي في كتابه: تثبيت دلائل النبوة 1/197، وابن القيم في: هداية الحياري ص 264. [3] الناصرة: اسم عبري ربما كان معناه: القضيب أو المحروسة، وهي مدينة في الجليل في شمال فلسطين إليها ينسب المسيح يسوع الناصري كما ورد في الأناجيل، فهي قرية أمه، وفيها نشأ المسيح في صغره، وإليها ينسب النصارى ودينهم النصرانية. ر: قاموس ص 946، المنجد في الأعلام ص 704. [4] متى 2/32. [5] متى 2/15.
نام کتاب : تخجيل من حرف التوراة والإنجيل نویسنده : الجعفري، صالح جلد : 1 صفحه : 156