نام کتاب : تخجيل من حرف التوراة والإنجيل نویسنده : الجعفري، صالح جلد : 1 صفحه : 173
ذلك، فإن حاولوا طعناً في آية المسيح انعكس عليهم في آية هارون وسائر الرسل، وإذا كانت هذه الآية لا سبيل إلى ردها وجحدها فقد لزم اليهود القول بنبوّته وترك ما هم عليه من التهود[1].
وإن حاولوا إسناد ذلك إلى معرفته بالطبّ ووقوفه على خواص تزيل البرص بسرعة، قيل لهم: فلعل موسى أيضاً حين طهر أخته مريم من برصها[2] كان قد لطف في علم الطبّ ووقف على خواص فعل بها ما فعل دون أن يكون ذلك معجزة له، وحيث / ([1]/38/أ) بطل ذاك بطل هذا، وكان ما صدر منهما معجزة من عند الله تعالى.
وإن قال النصارى: بذلك نستدل على ربوبيته إذ سجد له الأبرص، وقال له: يا رب، فلم ينكر عليه، ولو كان ذلك غير جائز لأرشده وقوّم أوده، فإقراره على ذلك وإزالة برصه دليل على ربوبيته. [1] الهَود: الرجوع برفق. ومنه: التهويد، وهو مشي كالدبيب، وصار الهود في التعارف التوبة، قال تعالى: {إِنَّا هُدْنَا إِلَيْكَ} . أي: تبنا.
قال بعضهم: يهود في الأصل من قولهم: هدنا إليك. (ر: المفردات للراغب الأصفهاني ص 546) .
وقيل: إنهم سمّوا بذلك لأنهم يتهودون، أي: يتحركون عند قراءة التوراة.
وقيل: إنهم سمّوا يهوداً نسبة إلى يهوذا الابن الرابع ليعقوب عليه السلام.
وجاء في قاموس الكتاب ص 1084: أن كلمة (يهود) أطلقت أوّلاً على سبط أو مملكة يهوذا تمييزاً لهم عن الأسباط العشرة الذين سمّوا إسرائيل فصارت تشمل جميع من رجعوا من الأسر من الجنس العبراني ثم صارت تطلق على جميع اليهود المشتتين في العالم. اهـ.
وقال البيروني: "إنه قد أبدلت الذال المعجمة دالاً مهملة (يهوذا - يهود) . لأن العرب كانوا إذا نقلوا أسماء أعجمية إلى لغتهم غيّرا بعض حروفها". اهـ.
وذكر أن الفرس قد أطلقوا على شعب يهوذا اسم اليهود وعلى عقيدتهم اليهودية. فلفظة يهود أعم من بني إسرائيل؛ لأن كثيراً من أجناس العرب والروم وغيرهم دخلوا اليهودية وليسوا من بني إسرائيل. (ر: صبح الأعشى 13/253، الخطط للمقريزي 3/503، قصة العقائد - سليمان مظهر ص 318، اليهودية - د. شلبي ص 92، بنو إسرائيل في القرآن والسنة - د. طنطاوي ص 19، أثر أهل الكتاب - د. جميل المصري ص 25) . [2] سيأتي ذكر هذه القصة.
نام کتاب : تخجيل من حرف التوراة والإنجيل نویسنده : الجعفري، صالح جلد : 1 صفحه : 173