نام کتاب : تخجيل من حرف التوراة والإنجيل نویسنده : الجعفري، صالح جلد : 1 صفحه : 383
فإن قالوا: دعا الجميع. قلنا لهم: فلعله قد دعا فرعون ونمرود فآمنا، ودعا جماعة من الموحدين فلم يجيبوا، فهل تشكون في أحد من الفريقين؟!.
فإن توقفوا في ذلك فقد جوزوا أن يكون فرعون الآن في الجنان، ومن مات على التوحيد في دركات النيران لاحتمال تغير الحال.
وإن منعوا ذلك وقالوا: بل كل من الفريقين على ما مات عليه من كفر وإيمان. قلنا: فدعاء المسيح إيّاهم / (1/149/ب) وموته بسببهم وقع عبثاً.
وإن قالوا: لا بدّ من صورة الدعوة لإقامة الحجة عليهم في القيامة. قلنا: قد دعتهم أنبياؤه ورسله وأقاموا الحجة عليهم، فما حاجته إلى تجشمه أمراً قد فرغ منه إلاّ أن تقولوا: إنه اتّهم أنبياءه في الرسالة والسفارة، أو أنه لم يعلم ما أحدثوا في التبليغ عنه فنزل ليعلم حقيقة الأمر.
ثم يقال لهم: أليس قد دعاهم في حالة حياته، فزعمتم أنهم وثبوا عليه فقتلوه فصلبوه وأهانوه؟ أَفَترون أنه في حال مماته أنهض منه في حال حياته؟!.
فما يؤمنكم أن يكون الأموات حين دعاهم في الأجداث قد وثبوا به أيضاً؟ وهذا عندكم غير مستبعدٍ، إذ قلتم إنه دعا الأموات وهو ميّت، وإذا كان الميّت لا يستحيل منه الدعوة والإجابة، فكذلك لا يستحيل الوثوب والقتل.
ثم يقال للنصارى: أليس المسيح عندكم عبارة عن لاهوت وناسوت اتّحدا فصارا مسيحاً؟! فإذا قالوا: بلى. قلنا: فالميت أيهما؟! فإذا قالوا: الناسوت، قلنا: فكيف استقل بهداية الخلق ناسوت ميّت / (1/150/أ) وعجز عن ذلك لاهوت حيّ؟!
أفتقولون: إن ناسوت المسيح أقدر على الهداية من لاهوته، وأيضاً، فإن الناسوت في حال اتّحاده أقام فوق الثلاثين سنة بالناصرة وأورشليم لم يتجاوز ذلك فلما فارق لاهوته يوماً وليلة، قلتم: إنه أتى الأموات وهم في أكناف الأرض
نام کتاب : تخجيل من حرف التوراة والإنجيل نویسنده : الجعفري، صالح جلد : 1 صفحه : 383