عبد الغني المقدسي"، ولا يوجد في أي نسخة منها تسمية الكتاب:"الاقتصاد في الاعتقاد".
ثالثاً: أن بعض من ترجم لعبد الغني المقدسي ذكر له كتاباً باسم العقيدة، وهو مطابق لما وُجد في نسخ هذا الجزء الصغير. ولهذا فالذي يترجح لي ـ حسب فهمي القاصر والله تعالى أعلم ـ أن اسم هذا الكتاب"عقيدة عبد الغني المقدسي". ثم لعله من المناسب هنا أن أوضح دلالة هذا العنوان:"الاقتصاد في الاعتقاد"سواء كان هو اسم كتابنا أو اسم كتاب آخر للحافظ عبد الغني رحمه الله. الاقتصاد في اللغة: هو التوسط والاعتدال، قال الله تعالى: {وَاقْصِدْ فِي مَشْيِكَ} [1]، وفي الحديث يقول الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم: " القصد القصد تبلغوا " [2] أي عليكم بالقصد. ويقول ابن مسعود"رضي الله عنه": " اقتصاد في سنة خير من اجتهاد في بدعة " [3]. والمراد بالاقتصاد في الاعتقاد: التوسط فيه. ومن المعلوم أن عقيدة أهل السنة والجماعة عقيدة وسط بين أهل الغلو وأهل الجفاء، أهل الإفراط وأهل التفريط. يقول ابن القيم ـ رحمه الله ـ: " فدين الله بين الغالي فيه والجافي عنه، وخير الناس النمط الوسط، الذين ارتفعوا عن تقصير المفرطين، ولم [1] الآية 19 من سورة لقمان. [2] أخرجه البخاري رقم 6463 [3] رواه المروزي في السنة رقم 89، والطبراني في الكبير 10/208، واللالكائي في شرح الاعتقاد رقم 115
كما رواه اللالكائي في شرح الاعتقاد رقم 116 عن أبي الدرداء رضي الله عنه.