الملك الكامل في ملكه، فله عز وجل الكمال المطلق في أسمائه وصفاته.
"والبقاء"أي والمتفرد بالبقاء، فهو الحي الذي لا يموت، قال تعالى: {وَتَوَكَّلْ عَلَى الْحَيِّ الَّذِي لا يَمُوتُ} [1]، وقال: {كُلُّ شَيْءٍ هَالِكٌ إِلاَّ وَجْهَهُ} [2]، وقال: {وَيَبْقَى وَجْهُ رَبِّكَ ذُو الْجَلالِ وَالأِكْرَامِ} [3] فكل شيء إلى الهلاك إلا الله عز وجل.
والعز"فهو تبارك وتعالى العزيز. وللعز معان، منها: القهر، والغلبة، والقوة، والعظمة في أسمائه ونعوته وصفاته تبارك وتعالى.
والكبرياء"أي العلو والعظمة والتعالي والرفعة، فهي كلها من معاني الكبرياء، كما في قولنا:"الله أكبر"، فلا شيء أكبر من الله، كما قال النبي الكريم صلى الله عليه وسلم لعدي بن حاتم: " إنما تفر أن تقول: الله أكبر. وتعلم أن شيئاً أكبر من الله؟ " [4]. فالله عز وجل له الكبرياء، كما كان النبي صلى الله عليه وسلم يقول في ركوعه وسجوده: " سبحان ذي الجبروت والملكوت والكبرياء والعظمة " [5]، يسبح الله عز وجل بهذه الأمور الدالة على كماله وعظمته سبحانه وتعالى.
الموصوف بالصفات والأسماء، المنزه عن الأشباه والنظراء"وهذا الاستهلال من المصنف ـ رحمه الله ـ من أروع ما يكون، ففيه تقرير إجمالي لمعتقد أهل السنة في باب الأسماء والصفات، وأنه قائم على أصلين، [1] الآية 58 من سورة الفرقان. [2] الآية 88 من سورة القصص. [3] الآية 27 من سورة الرحمن. [4] أخرجه الترمذي رقم 2953 وقال حسن غريب، وأحمد 4/378، وابن حبان رقم 7206
وانظر: كتاب فقه الأدعية والأذكار " القسم الأول " ص280 ـ 289 [5] أخرجه أبو داود رقم 873، والنسائي رقم 1049، 1132، وأحمد 6/24 وصححه الألباني في صحيح سنن أبي داود.