responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : تذكرة المؤتسي شرح عقيدة الحافظ عبد الغني المقدسي نویسنده : عبد الرزاق بن عبد المحسن البدر    جلد : 1  صفحه : 46
في القرآن يقولون: لم يدل عليها العقل فلا نثبتها. إذاً مصدر التلقي اختلف، فصاحب السنة يقول: التي نطق بها الكتاب. بينما يقول الأشعري والمتكلم عموماً: التي نطق بها عقلي وتوصل إليها فكري، أما ما سوى ذلك فلا أثبته. فشتان بين الطريقتين، وفرقٌ بين المسلكين.
لما ذكر المصنف ـ رحمه الله ـ مصدر التلقي عند أهل السنة، وصف هذا المصدر فقال:"كتابه العزيز الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه تنزيل من حكيم حميد"وأراد بذلك أن ينبه طالب العلم إلى أن هذا المصدر هو كلام الله، لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه، كل ما فيه حق، قال تعالى: {وَمَنْ أَصْدَقُ مِنَ اللَّهِ قِيلاً} [1]، وقال {وَمَنْ أَصْدَقُ مِنَ اللَّهِ حَدِيثاً} " [2]، وقال سبحانه {قُلْ صَدَقَ اللَّهُ} [3]، وقال: {و َتَمَّتْ كَلِمَتُ رَبِّكَ صِدْقاً وَعَدْلاً لا مُبَدِّلَ لِكَلِمَاتِهِ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ} [4] أي صدقاً في الأخبار، وعدلاً في الأوامر والنواهي. فكلماته سبحانه وتعالى حق وصدق، ولا يأتيه الباطل.
فلو كان هذا من كلام الناس لأخذت منه وأنت خائف، فربما يكون خطأً، أو يكون فيه انحراف، قال تعالى: {وَلَوْ كَانَ مِنْ عِنْدِ غَيْرِ اللَّهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلافاً كَثِيراً} [5]. أما وهو كلام رب العالمين، فخذ وأنت مطمئن؛ لأنه لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه تنزيل من حكيم حميد. إذا مرت عليك آيات الصفات في القرآن الكريم، هل يجوز لك أن تقلق أو تتردد في قبولها؟ عندما يمر عليك قوله تعالى: {الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى} [6]، أو قوله: {بَلْ يَدَاهُ مَبْسُوطَتَانِ} [7] أو قوله: {غَضِبَ اللَّهُ

[1] الآية 122 من سورة النساء.
[2] الآية 87 من سورة النساء.
[3] الآية 95 من سورة آل عمران.
[4] الآية 115 من سورة الأنعام.
[5] الآية 82 من سورة النساء.
[6] الآية 5 من سورة طه.
[7] الآية 64 من سورة المائدة.
نام کتاب : تذكرة المؤتسي شرح عقيدة الحافظ عبد الغني المقدسي نویسنده : عبد الرزاق بن عبد المحسن البدر    جلد : 1  صفحه : 46
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست