القرطبي المالكي إجماع السلف على أن الله تعالى في جهة العلو"1".
وقال الإمام الأوزاعي التابعي الجليل: "كنا والتابعون متوافرون نقول: إن الله تعالى ذكره فوق عرشه، ونؤمن بما جاءت به السنة من صفاته عز وجل ""2".
"1" ينظر تفسير القرطبي "تفسير الآية 54 من سورة الأعراف" 7/219. ونص كلامه: "قد كان السلف الأول رضي الله عنهم لا يقولون بنفي الجهة، ولا ينطقون بذلك، بل نطقوا هم والكافة بإثباتها لله تعالى كما نطق كتابه وأخبرت رسله، ولم ينكر أحد من السلف الصالح أنه استوى على عرشه حقيقة"أ. هـ. ولفظ الجهة لم يرد في الكتاب والسنة، ولكن إذا أريد بها أنه تعالى فوق العالم مباين للمخلوقات، ليس داخلاً فيها، فهذا صحيح، ويكون المراد بالجهة حينئذ أمراً عدمياً وذلك بتسمية ما وراء العالم جهة. وإن كان الأولى استعمال اللفظ الشرعي "العلو". وينظر التدمرية مع شرحها التحفة ص153- 157، مجموع الفتاوي 6/39، 40، صفات الله عز وجل للسقاف ص85 - 87.
"2" رواه البيهقي في الأسماء والصفات باب ما جاء في قوله تعالى {الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى} ص515. وإسناده حسن إن شاء الله. وقد صحح إسناده ابن تيمية كما في مجموع الفتاوي 5/39، وجوده الحافظ ابن حجر في الفتح في التوحيد باب {وَكَانَ عَرْشُهُ عَلَى الْمَاءِْ} 13/406، وينظر أيضاً في حكاية الإجماع على أنه تعالى بذاته فوق جميع مخلوقاته عال على عرشه ما يأتي عند الكلام على صفة "الاستواء على العرش".