ومعاداته، وهذا مجمع عليه بين أهل العلم"1"، فلا تجوز مجالسته، ولا التحدث معه إلا في حال دعوته ونصحه، وهذه المجالسة إنما تجوز في حق العلماء خاصة.
الإسلام "هجر المبتدع ديانة" تحت القاعدة العقدية الكبرى "قاعدة الولاء والبراء". ومفهوم هذه القاعدة الشريفة لدى أهل السنة والجماعة هو: الحب والبغض في الله، فهم يوالون أولياء الرحمن ويعادون أولياء الشيطان، وكل بحسب ما فيه من الخير والشر، وهذه القاعدة من مسلَّمات الاعتقاد في الإسلام، لكثرة النصوص عليها، من الكتاب والسنة، والأثر، ومن أولى مقتضياتها التي يثاب فاعلها ويُعاقب تاركها – البراءة من أهل البدع والأهواء، ومعاداتهم وزجرهم بالهجر ونحوه، على التأبيد حتى يفيئوا، وهذا معقود في كتب اعتقاد أهل السنة والجماعة"، وينظر مجموع الفتاوى 28/209، 210، تفسير القرطبي وتفسير الشوكاني للآية 140 من النساء، والآية 68 من الأنعام، والآية 153 من الأنعام أيضاً، والآية 133 من هود، والآية 22 من المجادلة، موقف أهل السنة من أهل الأهواء والبدع للرحيلي ص529-564، وينظر كلام الشيخ ابن عثيمين الذي سيأتي قريباً.
"1" قال البغوي في شرح السنة باب مجانبة أهل الأهواء 1/226، 227 بعد ذكره لحديث كعب بن مالك: "هذا حديث صحيح، وفيه دليل على أن هجران أهل البدع على التأبيد، وقد مضت الصحابة والتابعون وأتباعهم وعلماء السنة علىهذا مجمعين متفقين على معاداة أهل البدعة ومهاجرتهم". ونقل في الآداب الشرعية 1/232 عن القاضي أبي يعلى حكايته إجماع الصحابة والتابعين على