قال الله تعالى: {وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا} [الحشر: 7] ، وقال النبي صلى الله عليه وسلم:" من أحدث في أمرنا هذا ماليس منه فهو رد "متفق عليه [1] ، وفي رواية لمسلم:" من عمل عملاً ليس عليه أمرنا فهو رد "، فالآية صريحة في وجوب اتباع النبي صلى الله عليه وسلم، والحديث بروايتيه صريح في تحريم إحداث عبادة لم يأمر بها النبي صلى الله عليه وسلم، ولم ترد في سنته، وتحريم إحداث صفة لعبادة مشروعة، لأن ذلك ليس عليه أمره صلى الله عليه وسلم، وليس من سنته.
أصول العبادة:
عبادة الله تبارك وتعالى يجب أن ترتكز على أصول ثلاثة، وهي المحبة، والخوف، والرجاء، فيعبد المسلم ربه محبة له، وخوفاً من عقابه، ورجاء لثوابه، ولذلك قال بعض السلف:"من عَبَدَ اللهَ بالحب وحده فهو زنديق، ومن عبده بالخوف وحده فهو حروري، ومن عبده بالرجاء وحده فهو مرجئ، ومن عبده بالحب والخوف والرجاء فهو مؤمن" [2] ، وقد أسمى بعض العلماء هذه الأصول"أركاناً" [3] ، وسأتكلم عليها بشيء من الاختصار فيما يلي: [1] البخاري: الصلح (2697) ، ومسلم: الأقضية (1718) . [2] مجموع فتاوى ابن تيميه 1/95، و15/21، 26. [3] تفسير سورة الفاتحة ص18، الإرشاد للشيخ صالح الفوزان ص20.