نام کتاب : تفسير أسماء الله الحسنى نویسنده : السعدي، عبد الرحمن جلد : 1 صفحه : 217
ما يتثنى عليه عباده.
واعلم أن معاني التعظيم الثابتة لله وحده نوعان:
أحدهما: أنه موصوف بكل صفة كمال، وله من ذلك الكمال أكمله، وأعظمه وأوسعه، فله العلم المحيط، والقدرة النافذة، والكبرياء، والعظمة، ومن عظمته أن السماوات والأرض في كف الرحمن أصغر من الخردلة كما قال ذلك ابن عباس[1] وغيره[2] وقال تعالى {وَمَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ وَالأرْضُ جَمِيعاً قَبْضَتُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَالسَّمَاوَاتُ مَطْوِيَّاتٌ بِيَمِينِهِ} [3].
وقال: {إِنَّ اللَّهَ يُمْسِكُ السَّمَاوَاتِ وَالأرْضَ أَنْ تَزُولا وَلَئِنْ زَالَتَا إِنْ أَمْسَكَهُمَا مِنْ أَحَدٍ مِنْ بَعْدِهِ} [4].
وقال تعالى وهو العلي العظيم: {تَكَادُ السَّمَاوَاتُ يَتَفَطَّرْنَ مِنْ فَوْقِهِنَّ} [5] الآية.
وفي الصحيح عنه صلى الله عليه وسلم: "إن الله يقول الكبرياء ردائي والعظمة إزاري، فمن نازعني واحداً منهما عذبته" [6] فلله تعالى الكبرياء والعظمة، والوصفان اللذان لا يقدر قدرهما ولا يبلغ كنههما.
النوع الثاني: من معاني عظمته تعالى أنه لا يستحق أحد من الخلق أن يعظم كما يعظم الله فيستحق جل جلاله من عباده أن يعظموه بقلوبهم، وألسنتهم، وجوارحهم وذلك ببذل الجهد في معرفته، ومحبته، والذل له، [1] أخرجه أبو الشيخ في العظمة (2/ 445) وأورده السيوطي في الدر (7/ 248) وعزاه إلى عبد ابن حميد وابن أبي حاتم وأبي الشيخ. [2] روى ذلك عن أبي ذر رضي الله عنه. انظر: كتاب العظمة (2/ 635 و636). [3] الزمر (67). [4] فاطر (41). [5] الشورى (50). [6] أخرجه مسلم (4/ 2023) كتاب البر والصلة والآداب باب ماجاء في الكبر.
نام کتاب : تفسير أسماء الله الحسنى نویسنده : السعدي، عبد الرحمن جلد : 1 صفحه : 217