نام کتاب : تقريب التدمرية نویسنده : ابن عثيمين جلد : 1 صفحه : 49
لا يظلم، فنفي الظلم عن الجدار ليس لكمال الجدار، ولكن لعدم قابلية اتصافه بالظلم أو العدل، وحينئذ لا يكون نفي الظلم عنه مدحاً له ولا كمالاً فيه.
الرابع: أن النفي؛ إن لم يتضمن كمالاً؛فقد يكون لنقص الموصوف أو لعجزه عنه كما لو قيل عن شخص عاجز عن الانتصار لنفسه ممن ظلمه: "إنه لا يجزي السيئة بالسيئة" فإن نفي مجازاته السيئة بمثلها ليس لكمال عفوه ولكن لعجزه عن الانتصار لنفسه، وحينئذ يكون نفي ذلك عنه نقصاً وذماً لا كمالاً ومدحاً.
ألم تر إلى قول الحماسي يهجو قومه:
لو كنت من مازن لم تستبح إبلي ... بنو اللقيطة من ذهل بن شيبانا
إلى أن قال:
لكن قومي وإن كانوا ذوي عدد ... ليسوا من الشر في شيء وإن هانا
يجزون من ظلم أهل الظلم مغفرة ... ومن إساءة أهل السوء إحسانا
يريد بذلك ذمهم ووصفهم بالعجز لا مدحهم بكمال العفو بدليل قوله بعد:
فليت لي بهم قوماً إذا ركبوا ... شنوا الإغارة ركباناً وفرسانا
* وبهذا علم أن الذين لا يصفون الله تعالى إلا بالنفي المحض لم يثبتوا في الحقيقة إلهاً محموداً بل ولا موجوداً؛ كقولهم في الله عز وجل: إنه ليس بداخل العالم، ولا خارجه، ولا مباين، ولا محايث[1], ولا فوق، ولا تحت، ولا متصل، ولا منفصل ... ونحو ذلك.
ولهذا قال محمود بن سبكتكين[2] لمن أدعى ذلك في الخالق جل [1] المحايث: المداخل. راجع مجموع الفتاوى لابن القاسم 5/269. [2] محمود بن سبكتكين أحد كبار القادة، أمين الدولة وأمين الملة، استولى على الإمارة =
نام کتاب : تقريب التدمرية نویسنده : ابن عثيمين جلد : 1 صفحه : 49