نام کتاب : تيسير العزيز الحميد في شرح كتاب التوحيد الذى هو حق الله على العبيد نویسنده : آل الشيخ، سليمان بن عبد الله جلد : 1 صفحه : 83
احتمله فإنه ليس في الحديث ما يدل على هذا أصلا. وأيضًا فعلى هذا لا يكون للسبعين مزية على غيره; فإن جملة المؤمنين لا يرقون بما كان شركًا.
الثاني: قوله: (فكذا يقال ... ) إلخ لا يصح هذا القياس، فإنه من أفسد القياس وكيف يقاس من سأل وطلب على من لم يسأل؟! مع أنه قياس مع وجود الفارق الشرعي، فهو فاسد الاعتبار، لأنه تسوية بين ما فرق الشارع بينهما بقوله: "من اكتوى أو استرقى فقد برئ من التوكل" [1]. رواه أحمد والترمذي وصححه وابن ماجة، وصححه ابن حبان والحاكم أيضًا. وكيف يجعل ترك الإحسان إلى الخلق سببًا للسبق إلى الجنان؟! وهذا بخلاف من رقى أو رقي من غير سؤال، فقد رقى جبريل النبي صلى الله عليه وسلم. ولا يجوز أن يقال: إنه عليه السلام لم يكن متوكلاً في تلك الحال.
الثالث: قوله: (ليس في وقوع ذلك من جبريل عليه السلام ... ) إلخ، كلام غير صحيح بل هما سيدا المتوكلين، فإذا وقع ذلك منهما، دل على أنه لا ينافي التوكل فاعلم ذلك.
قوله: "ولا يكتوون"، أي: لا يسألون غيرهم أن يكويهم، كما لا يسألون غيرهم أن يرقيهم استسلامًا للقضاء وتلذذًا بالبلاء.
أما الكي في نفسه، فجائز كما في " الصحيح " عن جابر بن عبد الله: "أن النبي صلى الله عليه وسلم بعث إلي أبي بن كعب طبيبًا، فقطع له عرقًا وكواه" [2]. وفي " صحيح البخاري " عن أنس: "أنه كوي من ذات الجنب والنبي صلى الله عليه وسلم حي" [3].
وروى الترمذي وغيره عن أنس: "أن النبي صلى الله عليه وسلم كوى أسعد بن زرارة من الشوكة" [4]. وفي " صحيح البخاري "عن ابن عباس مرفوعًا: "الشفاء في ثلاث: شربة عسل، وشرطة محجم، وكية نار. وأنا أنهى عن الكي" [5]. وفي لفظ: "وما أحب أن أكتوي" [6]. [1] الترمذي: الصلاة (320) , والنسائي: الجنائز (2043) , وأبو داود: الجنائز (3236) , وابن ماجه: ما جاء في الجنائز (1575) , وأحمد (1/229 ,1/287 ,1/324 ,1/337) . [2] مسلم: المساجد ومواضع الصلاة (532) . [3] البخاري: الطب (5721) . [4] البخاري: المرضى (5673) , ومسلم: صفة القيامة والجنة والنار (2816) , وأحمد (2/256 ,2/264 ,2/326 ,2/385 ,2/390 ,2/469 ,2/473 ,2/524) . [5] الترمذي: السير (1604) , والنسائي: القسامة (4780) , وأبو داود: الجهاد (2645) . [6] البخاري: الصلاة (434) , ومسلم: المساجد ومواضع الصلاة (528) , والنسائي: المساجد (704) , وأحمد (6/51) .
نام کتاب : تيسير العزيز الحميد في شرح كتاب التوحيد الذى هو حق الله على العبيد نویسنده : آل الشيخ، سليمان بن عبد الله جلد : 1 صفحه : 83