نام کتاب : تيسير العزيز الحميد في شرح كتاب التوحيد الذى هو حق الله على العبيد نویسنده : آل الشيخ، سليمان بن عبد الله جلد : 1 صفحه : 95
الناس أن هذه سبيله، أي: طريقته وسنته، وهي الدعوة إلى شهادة أن لا إله إلا الله، يدعو إلى الله بها على بصيرة من ذلك، ويقين وبرهان ـ هو وكل من اتبعه ـ يدعو إلى ما دعا إليه رسول الله صلى الله عليه وسلم على بصيرة وبرهان عقلي شرعي.
وقوله: {سُبْحَانَ اللَّهِ} . أي: وأنزه الله وأجل وأعظم عن أن يكون له شريك ونديد، تبارك وتعالى عن ذلك {علوًا كبيرًا} . قلت: فتبين وجه المطابقة بين الآية والترجمة. قيل: ويظهر ذلك إذا كان قوله: {وَمَنِ اتَّبَعَنِي} عطفًا على الضمير في {أَدْعُو إِلَى اللَّهِ} ، فهو دليل على أن أتباعه هم الدعاة إلى الله تعالى، وإن كان عطفًا على الضمير المنفصل، فهو صريح في أن أتباعه هم أهل البصيرة فيما جاء به دون من عداهم، والتحقيق أن العطف يتضمن المعنيين، فأتباعه هم أهل البصيرة الذين يدعون إلى الله.
وفي الآية مسائل نبه عليها المصنف:
منها: التنبيه على الإخلاص، لأن كثيرًا ولو دعا إلى الحق، فهو يدعو إلى نفسه.
ومنها: أن البصيرة من الفرائض، ووجه ذلك أن اتباعه صلى الله عليه وسلم واجب، وليس اتباعه حقًا إلا
أهل البصيرة، فمن لم يكن منهم فليس من أتباعه، فتعين أن البصيرة من الفرائض.
ومنها: أن من دلائل حسن التوحيد أنه تنْزيه لله عز وجل عن المسبة.
ومنها: أن من أقبح الشرك كونه مسبة لله.
ومنها: إبعاد المسلم عن المشركين لا يصير معهم ولو لم يشرك، وكل هذه الثلاث في قوله: {سُبْحَانَ اللَّهِ ... } الآية.
[وصية الرسول لمعاذ بن جبل لما بعثه إلى اليمن]
قال: وعن ابن عباس: "أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لما بعث معاذًا إلى اليمن قال له: إنك تأتي قومًا من أهل الكتاب، فليكن أول ما تدعوهم إليه شهادة أن لا إله إلا الله" [1].
وفي رواية: "إلى أن يوحدوا الله فإن هم أطاعوك لذلك، فأعلمهم [1] البخاري: الزكاة (1395 ,1496) والمغازي (4347) والتوحيد (7372) , ومسلم: الإيمان (19) , والترمذي: الزكاة (625) , والنسائي: الزكاة (2435) , وأبو داود: الزكاة (1584) , وابن ماجه: الزكاة (1783) , وأحمد (1/233) , والدارمي: الزكاة (1614) .
نام کتاب : تيسير العزيز الحميد في شرح كتاب التوحيد الذى هو حق الله على العبيد نویسنده : آل الشيخ، سليمان بن عبد الله جلد : 1 صفحه : 95