يحسن الظن بالله جل وعلا؛ بأن ربه رؤوف رحيم، كما جاء بذلك الحديث[1] عن النبي صلى الله عليه وسلم "[2].
وما ذكره الشيخ الأمين -رحمه الله- عن الخوف والرجاء، وحال العبد بينهما أوضحه شارح الطحاوية -رحمه الله- بقوله: "فالرجاء يستلزم الخوف، ولولا ذلك لكان قنوطاً ويأساً. وكلّ واحد إذا خفته هربت منه إلا الله تعالى، فإنك إذا خفته هربت إليه؛ فالخائف هارب من ربه إلى ربه" [3].
ثم بين شارح الطحاوية أيضاً موقف العبد من الخوف والرجاء في حياته فقال: "قيل: إنّ العبد ينبغي أن يكون رجاؤه في مرضه أرجح من خوفه، بخلاف زمن الصحة، فإنه يكون خوفه أرجح من رجائه" [4].
أنواع الخوف:
وفي الأشرطة يوضح الشيخ الأمين -رحمه الله- الخوف المذموم، والفرق بينه وبين الخوف الطبيعي الذي جبل عليه الإنسان؛ فيقول -رحمه الله- عند تفسير قوله تعالى: {وَلَمْ يَخْشَ إِلاّ اللَّهَ} [5]: "في هذه الآية الكريمة، وأمثالها في القرآن الكريم سؤال معروف، وهو أن يقال: لا يوجد أحد إلا وهو يخشى من غير الله، ويخاف من غير الله؛ لأنّ كل المخاوف والمحاذير جُبلت طبائع البشر على الخوف والخشية منها، والذي لم يخف شيئاً من [1] يقصد قول الرسول صلى الله عليه وسلم:"لا يموتنّ أحدكم إلا وهو يحسن الظنّ بالله عز وجلّ".
(رواه مسلم في صحيحه 4/2206) . [2] الشريط الأول من سورة التوبة، الوجه الثاني. [3] شرح الطحاوية ص371-372. [4] المصدر نفسه ص372. وانظر: مدارج السالكين 2/51. [5] سورة التوبة، الآية [18] .