وَلا يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَداً} [1].
وهذا الموضوع؛ أعني الإشراك بالله تعالى –عياذا بالله من ذلك- من الموضوعات الخطيرة، لذلك اهتم الشيخ الأمين -رحمه الله- ببيانه، وأطال النفس فيه جداً؛ فقد بين -رحمه الله- أن المشرك لا يقبل منه عمل، ولا يرجى له خلاص؛ لأنه أتى بظلم عظيم، فمن مات وهو يشرك بالله شيئاً فهو في نار جهنم خالداً فيها؛ لأنه صرف العبادة إلى غير الخالق الرازق المعبود وحده سبحانه وتعالى فقال -رحمه الله-: "إن من أشرك بالله غيره.... ومات ولم يتب من ذلك فقد وقع في هلاك لا خلاص منه بوجه، ولانجاة معه بحال" [2].
لذلك أهاب الشيخ -رحمه الله- بكل مسلم أن يفرق بين حقوق الله الخاصة به سبحانه، وبين حقوق خلقه، وأن يعطي كل ذي حق حقه، حتى لايقع في هذا الأمر العظيم.
وأوضح -رحمه الله- أن أعظم الحقوق الخاصة بالله تعالى: إخلاص العبادة له وحده جل وعلا، وأخلص مايكون وأصدقه حين تحيط الشدائد والكرب بالإنسان. فمن أخلص لله فقد عرف حقه، واقتدى بنبيه صلى الله عليه وسلم.
يقول -رحمه الله-: "اعلم أنه يجب على كل إنسان أن يميز بين حقوق الله تعالى التي هي من خصائص ربوبيته، والتي لا يجوز صرفها لغيره، وبين حقوق خلقه؛ كحق النبي صلى الله عليه وسلم ليضع كل شيء في موضعه على ضوء ماجاء به النبي صلى الله عليه وسلم في هذا القرآن العظيم، والسنة الصحيحة. وإذا عرفت ذلك فاعلم أن من الحقوق الخاصة بالله التي هي من خصائص ربوبيته: التجاء عبده إليه إذا دهمته الكروب ودهمته [1] سورة الكهف، الآية [110] . [2] أضواء البيان 5/690-691. وانظر المصدر نفسه 1/393.