المطلب الثالث: ادعاء علم الغيب
علم الغيب من خصائص الله سبحانه وتعالى، فلا يعلم الغيب إلا هو؛ قال تعالى: {قُلْ لا يَعْلَمُ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالأرْضِ الْغَيْبَ إِلاّ اللَّهُ} [1]وقال تعالى: {وَعِنْدَهُ مَفَاتِحُ الْغَيْبِ لا يَعْلَمُهَا إِلاّ هُوَ} [2].
والغيب كما ذكر الشيخ الأمين -رحمه الله-: "يطلق على كل ما غاب من المعلومات"[3].
وهو يؤكد -رحمه الله- أن الغيب لا يعلمه إلا الله، وقد يطلع من شاء من رسله على شيء من المغيبات. يقول -رحمه الله-: "أعلم المخلوقات وهم الرسل والملائكة لا يعلمون من الغيب إلا ما علمهم الله تعالى. وهو تعالى يعلم رسله من غيبه ما يشاء؛ كما أشار له بقوله: {وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُطْلِعَكُمْ عَلَى الْغَيْبِ وَلَكِنَّ اللَّهَ يَجْتَبِي مِنْ رُسُلِهِ مَنْ يَشَاءُ} [4] وقوله: {عَالِمُ الْغَيْبِ فَلا يُظْهِرُ عَلَى غَيْبِهِ أَحَداً إِلاّ مَنِ ارْتَضَى مِنْ رَسُولٍ} الآية[5] ... "[6].
لذلك فقد بين -رحمه الله- أن جميع وسائل ادعاء الاطلاع على الغيب هي من الضلال الذي نهى الله عنه، وليس لنا إلا ما أطلع الله عليه رسوله، [1] سورة النمل، الآية [65] . [2] سورة الأنعام، الآية [59] . [3] معارج الصعود ص100.
وقد عرفه صاحب الصحاح (1/196) : بأنه كل من غاب عنك.
وانظر: تهذيب اللغة 8/214. [4] سورة آل عمران، الآية [179.] [5] سورة الجنّ، الآيتان [26-27] . [6] أضواء البيان 2/196-197.