أئمة أصحاب الحديث أنهم قالوا في هذه الأخبار: أمروها كما جاءت، فحملوها على ظاهرها في أنها صفات لله تعالى لا تشبه سائر الموصوفين"[1].
وقال الإمام ابن كثير[2]-رحمه الله-: "وأما قوله تعالى: {ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ} فللناس في هذا المقام مقالات كثيرة جداً ليس هذا بموضع بسطها، وإنما نسلك في هذا المقام مذهب السلف الصالح: مالك، والأوزاعي[3]، والثوري[4]، والليث بن سعد[5]، والشافعي، وأحمد، وإسحاق بن راهويه[6]. وغيرهم من أئمة المسلمين قديماً وحديثاً، وهو: إمرارها كما جاءت من غير تكييف ولا تشبيه ولا تعطيل، والظاهر المتبادر إلى أذهان المشبهين منفيّ عن الله، فإن الله لا يشبهه شيء من خلقه، وليس كمثله شيء وهو السميع البصير"[7]. [1] إبطال التأويلات لأخبار الصفات 1/44. [2] تقدمت ترجمته؟؟. [3] هو أبو عمرو عبد الرحمن بن عمرو بن محمد الأوزاعي الدمشقي. كان صاحب سنة واتباع، وله مذهب خاص في الفقه، عمل به فقهاء الشام والأندلس مدة. ولد سنة (88) ، وقيل سنة (93) في بعلبك، ونشأ بالبقاع، ثم نقلته أمه إلى بيروت، وبها توفي سنة (157?) .
(انظر: وفيات الأعيان 3/127. وسير أعلام النبلاء 7/107. وشذرات الذهب 1/241) . [4] هو سفيان بن سعيد بن مسروق الثوري الكوفي، أمير المؤمنين في الحديث. من أئمة المسلمين وأعلام الدين مع الإتقان والحفظ والمعرفة والضبط والورع والزهد، وهو أحد الأئمة المجتهدين ولد سنة (97) ، وتوفي سنة (161?) على القول الصحيح.
(انظر: البداية والنهاية 10/137) . وسير أعلام النبلاء 7/229- 279) . [5] الليث بن سعد بن عبد الرحمن. أبو الحارث. إمام حافظ عالم الديار المصرية. كان فقيهاً كثير العلم، صحيح الحديث، مع الورع والفضل. توفي سنة (175?) ، (انظر: سير أعلام النبلاء 8/136. وشذرات الذهب 1/285) . [6] هو الإمام إسحاق بن إبراهيم بن مخلد التميمي ثم الحنظلي المروزي، المعروف بابن راهويه. نزيل نيسابور. ولد سنة (161) ، وتوفي سنة (238?) . قال عنه الإمام أحمد: ((لا أعرف لإسحاق في الدنيا نظيراً)) . (انظر: سير أعلام النبلاء 11/358. والبداية والنهاية 10/331) . [7] تفسير ابن كثير 2/220.