المبحث الثالث: قدومه إلى المملكة، واستقراره بها، واستقبال العلماء له
كان خروج الشيخ الأمين - رحمه الله - من بلاده لأداء فريضة الحج في السابع من شهر رجب، عام (1367هـ) ، على نية العودة. وكان سفره براً، وقد كتب أثناءه رسالة سماها رحلة الحج"، ضمنها مباحث جليلة[1].
وبعد وصوله إلى هذه البلاد في أواخر شهر ذي القعدة، من عام (1367هـ) تجددت نية بقائه. ومن عجيب الاتفاق أن ينزل رحمه الله في بعض منازل الحج، بجوار خيمة الأمير خالد السديري دون أن يعرف أحدهما الآخر. وكان الأمير يبحث مع جلسائه بيتاً في الأدب، وهو ذواقة أديب. وامتد الحديث إلى أن سألوا الشيخ لعله يشاركهم، فوجدوا بحراً لا ساحل له. ومن تلك الجلسة وذاك المنزل بدأت العلاقة والمعرفة، وأوصاه الأمير إن هو قدم المدينة أن يلتقي بالشيخين؛ الشيخ عبد الله بن زاحم، والشيخ عبد العزيز بن صالح رحمهما الله، وفي المدينة التقى بهما رحمه الله، وكان صريحاً معهما فيما يسمع عن البلاد، وكانا حكيمين فيما يعرضان عليه ما عليه أهل هذه البلاد من مذهب في الفقه ومنهج في العقيدة. وتوطدت العلاقة بين الطرفين، وتجددت رغبة متبادلة في بقائه لإفادة المسلمين، ورغب رحمه الله في هذا الجوار الكريم، وكان يقول: "ليس من عمل أعظم من تفسير كتاب الله في مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم[2].
ويحدثني الدكتور محمد الخضر الناجي عن أول قدوم الشيخ رحمه الله، وسبب بقائه؛ فيقول: "كان هناك وصية من الملك عبد العزيز أنه قدم [1] خرج -رحمه الله- من بلاده في 7/7/1367?، وصل الديار المقدسة في أواخر ذي القعدة من العام المذكور، انظر رحلة الحج للشيخ الأمين ص41، 254. [2] ترجمة الشيخ بقلم تلميذه الشيخ عطية سالم انظر: أضواء البيان 1/35-37 بتصرف، وانظر عن تاريخ خروجه ووصوله إلى الأماكن المقدسة كتاب رحلة الحج له، ص41، 254.