إلا إذا كان في طريقه، أو إبّان قدومه".
ويروي لنا د/عبد الله بن الشيخ قصة عن والده في سبب تأثره بمعتقد السلف، فيقول: "قال لي الشيخ - رحمة الله عليه أنه مرة جالت يده على كتاب في البلاد لرجل يسمى بالمبجل، فإذا هو يقول:
"كيف يصف الله نفسه بصفة، ويأتي العبد وينفيها عنه، والله يقول: {أَأَنْتُمْ أَعْلَمُ أَمِ اللَّهُ} ، وكلام قريب من هذا ففهمت أنّ هذا هو الحقّ".
ويؤكد الشيخ محمد الأمين بن الحسين هذه القصة وأنه سمعها من الشيخ - رحمه الله -، لكنه لايرتضي قول من قال: "إنه تأثر بهذا الكتاب، وإنما هو رأى كتاباً وافيا في عقيدة أهل السنة والجماعة فاستحسنه، ولا يدلّ ذلك على أنه تأثر به، ويقول: "فهمت منه أنّ الكتاب كتاب جميل في موضوع العقيدة السلفية، ليس إلا".
وأخيرا أختم هذا المبحث ببيان أنّ العبرة بالخواتيم، وأنّ الشيخ - رحمه الله - من أولئك الذين أكرمهم الله بالانتصار لمذهب السلف، والدفاع عنه، والدعوة إليه، والاعتناء به تدريساً وتأليفاً.
وقد نقد الشيخ الأمين - رحمه الله - منهج المتكلمين، وامتدح مذهب السلف، ورأى أنّ الإنسان العاقل لابدّ أن يصير إلى مذهب السلف في النهاية؛ فقال - رحمه الله - في معرض كلامه على مذهب المتكلمين: "وكلّ مذهب هذا حاله فإنه جدير بالعاقل المفكر أن يرجع عنه إلى مذهب السلف" [1].
وقال لي الشيخ محمد الناجي أيضاً أتيت إليه مرة بكتاب التوحيد للشيخ محمد بن عبد الوهاب - رحمه الله-، وقلت له: "ياشيخ ماذا في هذا الكتاب، هل هو كتاب طيب؟ فقال لي: هذا كتاب ليس فيه من أوله إلى آخره إلا آيات وأحاديث، واقرأه إن شئت". [1] أضواء البيان 7/468.