الفصل الأول: توحيد الربوبية
تعريفه:
هو الإقرار بأن الله تعالى رب كل شيء، ومالكه وخالقه، ورازقه، وأنه المحيي المميت، النافع الضار المتفرد بإجابة الدعاء عند الاضطرار[1].
ولم أجد للشيخ الأمين -رحمه الله- تعريفاً لهذا النوع، وإنما مفاد كلامه أن الإقرار بتوحيد الربوبية أمر فطري؛ فطر الله عليه الخلق وتعرفه النفوس؛ حيث يقول -رحمه الله-: "هذا النوع من التوحيد جبلت عليه فطر العقلاء؛ قال تعالى: {وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ مَنْ خَلَقَهُمْ لَيَقُولُنَّ اللَّهُ} الآية[2]، وقال: {أَمَّنْ يَمْلِكُ السَّمْعَ وَالأبْصَارَ وَمَنْ يُخْرِجُ الْحَيَّ مِنَ الْمَيِّتِ وَيُخْرِجُ الْمَيِّتَ مِنَ الْحَيِّ وَمَنْ يُدَبِّرُ الأمْرَ فَسَيَقُولُونَ اللَّهُ فَقُلْ أَفَلا تَتَّقُونَ} [3][4].
فالشيخ -رحمه الله- يؤكد أن القلوب مفطورة على هذا النوع من التوحيد، ويدل على ذلك قوله تعالى: {أَفِي اللَّهِ شَك} [5]وقوله صلى الله عليه وسلم: "ما من مولود يولد إلا على الفطرة، فأبواه يهودانه، أو ينصرانه، أو يمجسانه.." [6]. [1] انظر تيسير العزيز الحميد ص33. [2] سورة الزخرف، الآية [78] . [3] سورة يونس، الآية [31] . [4] أضواء البيان 3/410. وانظر: المعين والزاد ص64. [5] سورة إبراهيم، الآية [10] . [6] أخرجه البخاري 2/97. ومسلم 4/2047.