نام کتاب : حقيقة الإيمان نویسنده : طارق عبد الحليم جلد : 1 صفحه : 130
وروى ابن أبي حاتم بسنده عن ابن عمر قال: كنا لا نشك فيمن أوجب الله له النار في الكتاب حتى نزلت علينا هذه الآية: (إن الله لا يغفر أن يُشرك به..) [1] .
وما رواه الطبري بسنده عن ابن عمر قال: "كنا معشر أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم لا نشك في قاتل النفس، وآكل مال اليتيم، وشاهد الزور، وقاطع الرحم، حتى نزلت هذه الآية فأمسكنا عن الشهادة" [2] .
فهذه الآيات الكريمة والأحاديث النبوية قد دلت على أن الشرك الذي لا يغفره الله تعالى غير الذنوب التي يغفرها سبحانه.
وأما عن القسم الثاني وهو الذنوب التي دون الشرك فقد تضافرت الآيات والأحاديث وأقوال السلف الصالح على انقسامها إلى صغائر وكبائر.
قال تعالى: (ووضع الكتاب فترى المجرمين مشفقين مما فيه ويقولون ياويلتنا ما لهذا الكتاب لا يغادر صغيرة ولا كبيرة إلا أحصاها) [3] .
وقال تعالى: (وكل شئ فعلوه في الزبر وكل صغير وكبير مستطر) [4] .
وقال تعالى: (إن تجتنبوا كبائر ما تنهون عنه نكفر عنكم سيئاتكم) [5] الآية.
وقال تعالى: (الذين يجتنبون كبائر الإثم والفواحش إلا اللمم) [6] الآية.
قال القرطبي: "اللمم: وهي الصغائر التي لا يسلم من الوقوع فيها إلا من عصمه الله وحفظه" [7] .
وقال صلى الله عليه وسلم: "الصلوات الخمس، والجمعة إلى الجمعة، ورمضان إلى رمضان، مكفرات لما بينهن إذا اجتنبت الكبائر" [8] . [1] الأحاديث كلها ذكرها "ابن كثير" في التفسير جـ2 ص 286 وبعدها. [2] تفسير "الطبري" جـ5 ص 126.
(3) "الكهف" 49.
(4) "القمر" 52-53.
(5) "النساء" 31، ويراجع في معناها تفسير "الطبري" جـ5 ص 36، "ابن كثير" جـ2 ص 233، "المنار" جـ5 ص 46، "القرطبي" جـ5 ص 158.
(6) "النجم" 32 ويراجع في معناها "القرطبي" جـ 17 ص 105.
(7) "النجم" 32 ويراجع في معناها "القرطبي" جـ 17 ص 105. [8] رواه مسلم والترمذي.
نام کتاب : حقيقة الإيمان نویسنده : طارق عبد الحليم جلد : 1 صفحه : 130