وخذله ولم يقم بحاجته ولم يكن عند ظنه به) .
ويقول أهل اللغة: (الإبداع لا يكون إلا بظلع) ويقولون: ( ... أبدعت به راحلته: أي ظلعت) .
وهذا المعنى ينطبق على الابتداع في دين الله، إذ البدعة ظلع واعوجاج في نفس صاحبها وفي عمله.
وذلك باتباع الهوى، ولذلك سمي أهل البدع أهل الأهواء؛ لأنههم اتبعوا أهواءهم، وما تشتهيه أنفسهم، وما تمليه عقولهم، ولم يأخذوا الأدلة الشرعية مأخذ الافتقار إليها، والتعويل عليها، حتى يصدروا عنها، بل قدموا أهواءهم واعتمدوا على آرائهم، ثم جعلوا الأدلة الشرعية منظورا ً فيها من وراء ذلك. وهذا الظلع الذي يبدع بصاحبه هو الذي سماه الله (زيغا ً) في قوله تعالى: ((فأما الذين في قلوبهم زيغٌ فيتبعون ما تشابه منه ابتغاء الفتنة وابتغاء تأويله ... )) .
وفي الحديث: ((أن النبي صلى الله عليه وسلم تلا هذه الآية على عائشة ثم قال: ((فإذا رأيت الذين يتبعون ما تشابه منه فأولئك الذين سمى الله فاحذروهم)) ، فإبداع أهل البدع: انقطاعهم عن السير في صراط الله المستقيم الذي ذكره في قوله تعالى: ((وأن هذا صراطي مستقيما ً فاتبعوه ولا تتبعوا السبل فتفرق بكم عن سبيله ذلكم وصاكم به لعلكم تتقون)) .
( ... فالصراط المستقيم هو سبيل الله الذي دعا إليه وهو السنة، والسبل