وغير ذلك من الآيات.
فعلم بهذا أن العبرة إنما هي بالحق وإن كنت وحدك، كما قاله بعض السلف.
وكذلك أيضا يجب على العالم ألا ينساق لما اعتاده الناس وجروا عليه مما يخالف الشرع، بل عليه البلاغ والبيان وإن رفضه الناس، والله - سبحانه - يقول: {وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ} (1)
ووصية أخيرة لحكام المسلمين وولاة أمورهم وأمرائهم: بأن ينصحوا لرعاياهم ومن تحت أيديهم، وأن يحملوهم على الحق، وأن يحكموا فيهم شرع الله، وأن يسعوا في رفع البدع والضلالات عن بلدانهم، فإن الله سائلهم عن ذلك كله، يقول - صلى الله عليه وسلم -: «كلكم راع وكلكم
(2)
(1) سورة العنكبوت الآية 69
(2) [صحيح البخاري] (1 \ 215) و (3 \ 88، 125، 189) واللفظ له، و (6 \ 152) ، [صحيح مسلم] (3 \ 1459) رقم الحديث (1829)