نام کتاب : حوار هادئ مع الغزالي نویسنده : سلمان العودة جلد : 1 صفحه : 109
2-الحديث الذي ذكره المؤلف حين قال: (واحتج بما رواه الدارقطني والبيهقي عن ابن عمر مرفوعا من توضأ. . . الحديث) لم يحالف الشيخ الحظ في الاستدلال بهذا الحديث.
• فمن غرائب المصادفات أن هذا الحديث مما يصح عليه قول المؤلف (إنه من الآثار الواهية والأحاديث الموضوعة) فإن هذا الحديث الذي استدل المصنف الفقهاء به، هذا الحديث رواه البيهقي والدارقطني عن ابن عمر وفي إسناده (أبو بكر الداهري) وهو متروك، ورواه البيهقي أيضا عن أبي هريرة وفيه (مرداس بن محمد) قال الذهبي (لا أعرفه وخبره منكر في التسمية على الوضوء) فهو خبر منكر، ورواه الدارقطني للمرة الثالثة عن ابن مسعود وفيه (يحيى بن هاشم السمسار) وهو متروك.
فالحديث متروك في منكر في متروك.
فالنتيجة صفر في صفر في صفر!!
3- قول المؤلف فيما يتعلق بالأحاديث الضعيفة والموضوعة وتحذيره من إيرادها والاستدلال بها وأن الذي يدخل ميدان التدين وبضاعته في الحديث مزجاة كالذي يدخل السوق ومعه نقود مزيفة فلا يلومن إلا نفسه إذا أخذته الشرطة مكبل اليدين، وطلبه من الجماعات العاملة في الإسلام أن تكون يقظة فلا تنخدع بالآثار الواهية والأحاديث الموضوعة.
هذا نداء مشكور، وقول صائب لحماية السنة من الضعيف والموضوع وبالمناسبة أذكر أن الشيخ في كتابه (الجانب العاطفي من الإسلام) . وفي (ص6) : ذكر العاكفين على الخرافات ثم قال: (وهؤلاء يصدق عليهم ما رواه ابن الجوزي بسنده عن ابن عباس (أنه دخل على عائشة فقال يا أم المؤمنين أرأيت الرجل يقل قيامه ويكثر رقاده، وآخر يكثر قيامه ويقل رقاده، أيهما أحب إليك؟ قالت سألت رسول الله عليه وسلم كما سألتني فقال (أحسنهما عقلا) (فقلت يا رسول الله إنما أسألك عن عبادتهما فقال (يا عائشة إنهما لا يسألان عن عبادتهما إنما يسألان عن عقولهما فمن كان أعقل كان أفضل في الدنيا والآخرة) ثم قال الشيخ: (وعن ابن عمر قال قال رسول الله عليه وسلم (إن الرجل ليكون من أهل الصلاة وأهل الصيام وأهل الحج وأهل الجهاد فما يجزي يوم القيامة إلا بقدر عقله) .
وعلق المؤلف قائلا -في الحاشية- (اعتمدت في تدوين هذه الأحاديث على ابن الجوزي، لكن يبدو أسانيدها ضعيفة فلم أرها في الصحاح ولا في الحسان!! وإنما أغراني بقبولها أن معناها دلت عليه نصوص أخرى ثابتة) !!
نام کتاب : حوار هادئ مع الغزالي نویسنده : سلمان العودة جلد : 1 صفحه : 109