نام کتاب : حوار هادئ مع الغزالي نویسنده : سلمان العودة جلد : 1 صفحه : 123
2- في كلام الشيخ الغزالي حول المس الشيطاني، لم يذكر دليلاً واحداً، لا من الكتاب ولا من السنة، بل ولا حتى من العقل ولا من العلم الحديث يبين استحالة دخول الجني في الإنسي، كل ما ذكره الشيخ هو عدم العلم بهذا الشيء، العقل قد لا يثبته -جدلاً- لكن لم يوجد في دلالة العقول ولا في العلم الحديث ولا في الكتاب والسنة ما يدل على أن ذلك غير ممكن.
والعلماء يقولون (عدم العلم بالشيء ليس علماً بالعدم) .
يعني عدم علمك بحصول شيء ليس علماً منك بعدم حصوله. قد يحصل ولا تعلم بذلك أنت، وكثير من الأشياء قد لا يستطيع العلم إثباتها فهل استطاع العلم الآن أن يثبت الجن أيضاً؟ بل هل في العقول ما يمكن أن يثبت الجن؟
• كل الأدلة العقلية أو العلمية التي تقال بإثبات الجن يمكن أن يرد عليها، ولا يمكن أن ترقى إلى مستوى النصوص الشرعية القرآنية والحديثية الثابتة في إثبات الجن وفي خصائصهم وأوصافهم.
• كذلك فإن هذا الأمر وإن لم يثبته العلم الحديث كما يرى الشيخ، أو العقل كما يرى أيضاً، هو ثابت بضرورة الواقع، فإننا نعلم عدداً كثيراً من الناس تخاطبهم الجن ويخاطبونها ونعلم من الإنس من يتلبس بهم الجن، بل إنه قد روى الإمام أحمد وأبو داود، وعبد الرزاق، وغيرهم عن النبي - صلى الله عليه وسلم- شيئاً من ذلك، كقصة الوازع الذي جاء بالغلام فقرأ عليه النبي -صلى الله عليه وسلم- وضربه فخرج منه الجني، وكذلك قصة المرأة التي جاءت بالغلام للرسول -صلى الله عليه وسلم- فقالت إنه يصرع في اليوم مرات، فأحضره النبي -صلى الله عليه وسلم- ونفخ في فيه وقال أي عدو الله أخرج أنا رسول الله ثم رجع رسول الله -صلى الله عليه وسلم-. فنظر إلى هذا الغلام فإذا به سليماً معافى كأنه ما مسه شيء.
وما زال الناس يذكرون من ذلك أشياء كثيرة أذكر منها بعض الطرائف السريعة -وإلا هذا موضوع طويل-.
• ابن تيمية- رحمه الله- حصل له من ذلك قصص وطرائف كثيرة يقول في الفتاوى، لما ذكر ضرب المجنون وأن الجني يصيح ويصرخ من هذا الإنسان قال: ويحدث الحاضرين بأمور متعددة كما قد فعلنا نحن هذا، وجربناه مرات كثيرة يطول وصفها بحضرة خلق كثيرين.
هب أن ما يرويه ابن تيمية عن غيره كما يقول عنه الغزالي خرافات وخيالات وإن كنا لا نعتقد هذا بطبيعة الحال، لكن ما بالك بالكلام الذي يرويه ابن تيمية كشاهد عيان وقد واجهه
نام کتاب : حوار هادئ مع الغزالي نویسنده : سلمان العودة جلد : 1 صفحه : 123