نام کتاب : حوار هادئ مع الغزالي نویسنده : سلمان العودة جلد : 1 صفحه : 40
ثم يقول: (ذكر بعضهم حديث "الحبة السوداء شفاء من كل داء إلا السام"، فقال إن الواقع يكذبه وإن صححه البخاري) . رد الغزالي عل هذا المكذب بقوله (ويظهر أنه فهم من كل داء سائر العلل التي يصاب بها الناس، وهذا فهم باطل، والواقع أن كل داء لا تعني إلا أمراض البرد فهي مثل قول القرآن الكريم (تدمر كل شيء بأمر ربها) بيد أن الطعن هكذا خبط عشواء في الأسانيد والمتون، كما يصنع البعض، ليس القصد منه إهدار حديث بعينه بل إهدار السنة كلها ووضع الأحكام التي جاءت عن طريقها في محل الريبة والازدراء، وهذا فوق أنه غمط للحقيقة المجردة يعرض الإسلام كله للضياع، إن دواوين السنة وثائق تاريخية من أحكم ما عرفت الدنيا) أ. هـ.
-عفواً أرجو إعادة قراءة النص السابق
• في "ص37" من نفس الكتاب يقول: (لكن المؤسف أن بعض القاصرين مما لا سهم له في معرفة الإسلام أخذ يهجم على السنة بحمق ويردها جملة وتفصيلاً، وقد يسرع إلى تكذيب حديث يقال له لا شيء إلا لأنه لم يرقه أو لم يفهمه) أ. هـ.
وستأتي أمثلة تفصيلية سارع الشيخ في تكذيبها، -وأيم الله- لا لشيء إلا لأنها لم ترقه، أو لم يفهمها، وإذا كان الغزالي عزيزاً فالحق أعز منه.
في "ص33" من نفس الكتاب، ذكر وظائف السنة مع القرآن الكريم وقال إنها قد تقرر المعنى الذي جاء به القرآن، وقد تقرر معنى آخر يدور في فلكه وينتظم معه، ومثل بتحريم الأكل والشرب بآنية الذهب والفضة، فقال إنه يدور في فلك تحريم الترف، ثم قال: (وهناك سنن أخرى تخصص أحكاماً عامة في القرآن. ففي قوله (يوصيكم الله في أولادكم) بينت السنة أن الابن القاتل لا حظ له في الميراث، وفي قوله: (حرمت عليكم الميتة) بينت السنة أن هناك مباحين من كل هذه المحرمات -وذكر حديث (أحل لنا ميتتان ودمان. . .) الحديث (1) - وفي قوله (والسارق والسارقة) بينت السنة أن ليس كل سارق يقطع، إذ لا قطع فيما دون النصاب المقرر. . . ثم قال وقد جاءت السنة بأحكام يسرت بعض العزائم التي أمر الكتاب العزيز بها -فذكر مسألة غسل القدمين وأن السنة جاءت بالمسح عل الخفين) .
بعد ما ننتهي من كلامه إلى المسلك العملي. فنجد أن الرجل رد عدداً غير قليل من أحاديث الآحاد بحجج واهية وسأذكر أمثلة لها
(2) الحديث ضعيف مرفوعاً والصواب وقفه لكن له حكم الرفع.
نام کتاب : حوار هادئ مع الغزالي نویسنده : سلمان العودة جلد : 1 صفحه : 40