نام کتاب : حوار هادئ مع الغزالي نویسنده : سلمان العودة جلد : 1 صفحه : 68
إذن التغيرات في هذه المسألة وغيرها وراءها نفسية متأثرة بضغوط الواقع الغربي.
• ولكن الأمر يتطور مرحلة ثالثة عند الغزالي ففي (مائة سؤال2/286) يقول: (إن ترددها على المساجد وتزودها بالعلم سنة، يساندها التواتر) ، فالأمر إذا أصبح سنة!!
وبعد ذلك تبدأ حملة شديدة على المخالفين الذين يقولون بالرأي الأول الذي كان يقول به الغزالي، وهؤلاء المخالفون هم جمهور الأمة لا أعلم لهم مخالفا إلا ابن حزم فقط، جمهور الأمة، قبل قليل في قضية الحجاب كان يقول رأي الأئمة الأربعة الآن جمهور الأمة، ماذا يقول عنهم الغزالي؟ الذين يقولون أن المرأة لا تخرج إلى المسجد، وهو بطبيعة الحال ينسب إليهم أنهم يحرمون عليها ذلك ويمنعونها ... الخ. لكن لا أحد نطق بالتحريم، وهو يقصد أنهم يرون صلاتها في البيت أفضل، لكن على عادته في المبالغة.
• يقول: (هناك ناس مصابون بسوء الظن، وشدة الغيرة، وتصديق الأوهام، وهناك ناس مصابون بعلل الشيخوخة وأعراض الضعف الجنسي، يتطيرون من خروج المرأة إلى مسجد أو مدرسة فيطوحون بكل قول صائب إيثارا لما وقر في نفوسهم) . إذا أنت يا من تقول صلاة المرأة في بيتها أفضل وتحاول أن تربيها على ذلك إنما أنت مصاب بعلل الشيخوخة -على رأي الشيخ- وأعراض الضعف الجنسي!!
• كيف يقال هذا الكلام في ميدان البحث العلمي؟ كيف يقول داعية يفترض أن يربي الناس على خصال الفضيلة مثل هذه العبارات؟ في (ص86) يقول: (لقد أشرت إلى أن قضايا النساء لا تعالج بعلم بقدر ما تعالج بعقد نفسية، وأمزجة سوداوية، وقصور يدعى الغيرة، ويتطاول على الحقائق) .
• إن الغزالي يشير إلى أنه رأى ذلك في العواصم المحافظة، ويقصد -بطبيعة الحال- المحافظة في هذه الجزيرة والذي أعلمه أن جميع المساجد في هذه الجزيرة تستقبل المصليات، خاصة في رمضان ولا يكاد يوجد مسجد وإلا فيه مكان مخصص للنساء في رمضان، والأئمة يعتنون بتوجيه الوعظ والإرشاد إلى المرأة في هذا الشهر، هذا في العواصم التي سماها محافظة.
أما في غير رمضان فإن كثيرا من المساجد فيها أماكن مخصصة للنساء سواء للصلاة فيها أو لحضور المحاضرات، وهذا أمر يعرفه الجميع، بينما الغزالي نفسه ذكر في أحد المواضع أن في مصر أكثر من سبعة عشر ألف مسجد -فيما ذكر- وأنه حين كان مسئولا عن المساجد في وزارة الأوقاف بذل جهودا كبيرة لإيجاد أماكن مخصصة للنساء ولم ينجح إلا بنسبة تافهة -كذا يعبر- ومع ذلك كان الرجال يبدون تبرمهم وضيقهم بمثل هذا الأمر!
نام کتاب : حوار هادئ مع الغزالي نویسنده : سلمان العودة جلد : 1 صفحه : 68