نام کتاب : دراسات في الأديان اليهودية والنصرانية نویسنده : سعود بن عبد العزيز الخلف جلد : 1 صفحه : 273
فمرة يشبهونها بالإنسان المكون من دم وروح وجسد.
ومرة بالشمس المكونة من جرم وأنها تنير الأرض وتدفئها.
ومنهم من شبهها بالشجرة بأن لها أصل وهي الجذور والساق والورق[1].
وهذه التشبيهات ليس منها واحد يمكن أن يكون مطابقا لدعوى النصارى في التثليث، لأن جميع هذه الأشياء، إما أن تكون ذاتا واحدة لها أجزاء وأبعاض مثل الإنسان والشجرة، أو صفات وآثار مثل الشمس، بخلاف دعواهم في التثليث فإنهم عندهم ثلاثة حقيقيون، ذوو أعمال مختلفة متباينة، وهم في نفس الوقت واحد حقيقي، وهذا بخلاف الإنسان المكون من دم، وروح، وجسد، فهذه مكونات الجسم ولا يستقل واحد منها بذاته، كما أن الدم ليس الروح، والروح ليس الجسد، والجسد ليس هو الروح والدم وذلك بخلاف دعوى التثليث الذي يزعمون فيه: أن كل واحد من الثلاثة هو الآخرين، لهذا صرح كثير منهم بعدم معقولية التثليث وأنها قضية لا يفهمها العقل ولا يقبلها فمن ذلك:
قول القس "توفيق جيد" في كتابه "سر الأزل" "إن الثالوث سر يصعب فهمه وإدراكه، وإن من يحاول إدراك سر الثالوث تمام الإدراك كمن يحاول وضع مياه المحيط كلها في كفه"[2].
ويقول " باسليوس إسحاق " في كتابه "الحق ":"أجل إن هذا التعليم [1] انظر: حقائق أساسية في الإيمان المسيحي ص 52. أديان العالم ص283 [2] هذا القسيس يحاول أن يخفف من العبارة الدالة على استحالة التثليث، واستحالة قبوله بجعله سراً ثم زعمه أنه لا يدرك تمام الإدراك، كأنه يوحي بأنه يمكن أن يدرك منه بعض المعاني وتخفي البعض، والواقع أنه لا يدرك منه شيء.
نام کتاب : دراسات في الأديان اليهودية والنصرانية نویسنده : سعود بن عبد العزيز الخلف جلد : 1 صفحه : 273