أب بقدرته، مثلما خلق آدم أبا البشر من تراب، ومثلما خلق حواء أم البشر من ضلع آدم، فرآها إلى جنبه، ثم خلق ذرية آدم من ماء الرجل والمرأة، فقد خلق كل شيء في البداية من العدم؛ وجعل بعد ذلك لمخلوقاته سنة ونظاما لا يستطيع أحد أن يغيرهما سواه، وإذا أراد أن يغير من هذا النظام شيئا غيّره كما يشاء، كما أوجد عيسى، عليه الصلاة والسلام من أم بلا أب، وكما جعله يتكلَّم وهو في المهد، وكما جعل عصا موسى، عليه الصلاة والسلام، حية تسعى، ولما ضرب بها البحر انشق فصار سوقا عبر منه هو وقومه، وكما شق القمر لخاتم المرسلين محمد صلى الله عليه وسلم، وجعل الشجر يسلم عليه إذا مر به، وجعل الحيوان يشهد له بالرسالة بصوت يسمعه الناس، فيقول: أشهد أنك رسول الله، وأُسري به على البراق من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى، ثم عُرج به إلى السماء ومعه الملك جبرائيل حتى وصل فوق السماء، فكلمه الله سبحانه وتعالى، وفرض عليه الصلاة، وعاد إلى المسجد الحرام في الأرض، ورأى في طريقه أهل كل سماء، وذلك كله في ليلة واحدة قبل طلوع الفجر، وقصة الإسراء