عليه الأرض بما رحبت، وتضيق عليه نفسه، فلا تصفو له الحياة، ولا يطيب له طعام وشراب، وكل من كان هذا شأنه أظلته رحمة اللَّه ولطفه، وكلما أكثر من الذنوب اشتدت به الكآبة وأحاطت به الوحشة، فمن رسخت، قدمه في التوحيد عملت ذنوبه ما لا تعمل عبادة غيره، فكان
الفاسق الموحد خيرا من المتقي المشرك ألف مرة، كما أن الوفي المقصر من الرعية كان خيرا من الثائر المتملق، لأن الأول نادم على تقصيره، والثاني معجب بخديعته ونفاقه، مدل بنفسه، يحسب أنه يحسن صنعا.