المبحث الثاني
أسباب نقص الإيمان
كان الحديث في المبحث السابق عن أسباب زيادة الإيمان، أما الحديث هنا فسيكون عن أسباب نقصه، إذ إن الإيمان كما أن له أسباباً تزيده وتنميه، فكذلك له أسباب تنقصه وتضعفه، وكما أن المسلم مطالب بمعرفة أسباب زيادة الإيمان ليطبقها، فهو كذلك مطالب بمعرفة أسباب نقصه ليحذرها، من باب:
عرفت الشر لا للشر ولكن لتوقيه
ومن لم يعرف الشر من الناس يقع فيه
وقد ثبت في الصحيحين عن حذيفة بن اليمان رضي الله عنهما أنه قال:"كان الصحابة يسألون رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الخير، وكنت أسأله عن الشر مخافة أن يدركني"[1].
وقال ابن الجوزي:"فإن في تعريف الشر تحذيرا عن الوقوع فيه"[2].
فتعلم أسباب نقص الإيمان، ومعرفة عوامل ضعفه، وطرق الوقاية منها أمر مطلوب لا بد من العناية به، بل إن تعلمها لا يقل أهمية عن تعلم أسباب زيادة الإيمان. [1] البخاري (8/ 93) ومسلم (3/1475) . [2] تلبيس إبليس (ص 4) وانظر الفتاوى لابن تيمية (10/301 وما بعدها) .