والنسيان الذي جاء ذكره في القران الكريم على نوعين: نوع: لا يعذر فيه الإنسان وهو ما كان أصله عن تعمد منه، مثل قوله: {وَلا تَكُونُوا كَالَّذِينَ نَسُوا اللَّهَ فَأَنْسَاهُمْ أَنْفُسَهُمْ} [1].
ونوع: يعذر فيه وهو ما لم يكن سببه منه كما في قوله تعالي: {رَبَّنَا لا تُؤَاخِذْنَا إِنْ نَسِينَا أَوْ أَخْطَأْنَا} [2] وقد جاء في الحديث أن الله تعالى قال:"فعلت" [3].
والمسلم مطالب بمجاهدة نفسه وإبعادها عن الوقوع فيه، حتى لا يتضرر في دينه وإيمانه.
ثالثاً- فعل المعاصي، وارتكاب الذنوب:
فإن هذا لا يخفى ما به من الضرر وسوء الأثر على الإيمان، فالإيمان كما قال غير واحد من السلف:"يزيد بالطاعة، وينقص بالمعاصي"، فكما أن فعل ما أمر الله به من واجب ومندوب يزيد في الإيمان، فكذلك فعل ما نهى الله عنه من محرم ومكروه ينقص الإيمان. إلا أن الذنوب متفاوتة في درجاتها ومفاسدها وشدة ضررها تفاوتا عظيماً، كما قال ابن القيم رحمه الله:"ولا ريب أن الكفر والفسوق والمعاصي درجات، كما أن الإيمان والعمل الصالح درجات، كما قال تعالى: {هُمْ دَرَجَاتٌ عِنْدَ اللَّهِ وَاللَّهُ بَصِيرٌ بِمَا يَعْمَلُونَ} [4].وقال: {وَلِكُلٍّ دَرَجَاتٌ مِمَّا [1] سورة الحشر، الآية: 19. [2] سورة البقرة، الآية: 286. [3] رواه مسلم (1/ 116) من حديت ابن عباس رضي الله عنه. [4] سورة آل عمران، الآية: 163.