الاستثناء أن يقول أنا مؤمن إن شاء الله"[1].
وقال البيهقي: "وقد روينا هذا - يعني الاستثناء في الإيمان- عن جماعة من الصحابة والتابعين والسلف الصالح رضي الله عنهم أجمعين"[2].
وقال شيخ الإسلام ابن تيمية: "وأما مذهب سلف أصحاب الحديث كابن مسعود وأصحابه والثوري وابن عيينة وأكثر علماء الكوفة ويحيى بن سعيد القطان فيما يرويه عن علماء أهل البصرة، وأحمد بن حنبل وغيره من أئمة السنة، فكانوا يستثنون في الإيمان، وهذا متواتر عنهم.. "[3].
وقال: "والمأثور عن الصحابة وأئمة التابعين وجمهور السلف، وهو مذهب أهل الحديث وهو المنسوب إلى أهل السنة أن الإيمان قول وعمل يزيد وينقص، يزيد بالطاعة وينقص بالمعصية، وأنه يجوز الاستثناء فيه"[4].
وقال: "الاستثناء في الإيمان سنة عند أصحابنا وأكثر أهل السنة"[5]، ومعنى قوله الاستثناء سنة أي: جائز، ردا على من نهى عنه وحرمه.
وسيأتي في مبحث مستقل، إن شاء الله نقل أقوال السلف وعباراتهم الدالة على ذلك والمبينة أن مذهبهم في الاستثناء هو أنه جائز مشروع.
وأما مأخذ السلف في الاستثناء، ووجه استثنائهم في الإيمان، فالمتأمل لأقوالهم الواردة في ذلك يجد أنهم عندما كانوا يستثنون [1] رواه عبد الله في السنة (1/ 347) ، وابن بطة في الإبانة (2/873) . [2] شعب الإيمان للبيهقي (1/212) . [3] الفتاوى (7 / 438، 439) . [4] الفتاوى (7/ 505) . [5] الفتاوى (7/ 666) .