المبحث الثاني: نقل أقوال السلف في الاستثناء مع التوفيق بينها
تقدم معنا أن الاستثناء سنة ماضية عند سلفنا الصالح رضي الله عنهم ورحمهم، وتقدم ذكر مأخذهم في الاستثناء وأدلتهم عليه، وفي هذا المبحث أنقل بعض عبارات السلف الواردة عنهم في ذلك، والتي تتضمن النكير على أهل الإرجاء الذين يقطعون بأنهم مؤمنون عند الله من غير استثناء في ذلك.
والسلف لهم في الاستثناء صيغ متعددة، فمنهم من يستثني بقول: إن شاء الله أو أرجو، أو آمنت بالله ... ، أو لا إله إلا الله أو نحو ذلك من الصيغ، وجميع هذه الصيغ مؤداها واحد، وهو عدم القطع بالإيمان المطلق الكامل وتفويض ذلك إلى الله سبحانه.
وفيما يلي أنقل بعض ما ورد عن السلف في ذلك، مصنفا أقوالهم حسب الصيغ الواردة عنهم في الاستثناء.
1- استثناؤهم بقول: "إن شاء الله ":
(أ) عن عبد الرحمن بن عصمة قال: كنت عند عائشة رضي الله عنها فأتاها رسول معاوية رضي الله عنه بهدية فقال: أرسل بها إليك أمير المؤمنين، فقالت: أنتم المؤمنون إن شاء الله تعالى، وهو أميركم وقد قبلت هديته[1]. [1] رواه ابن أبي شيبة في المصنف (11/28) ، وفي كتاب الإيمان (ص 9) ، وعبد الله في السنة (1/ 349) ولم أقف لابن عصمة على ترجمة.