فجميع هذه النقول تدل بوضوح على أن الاستثناء في الإيمان سنة ماضية عند السلف الصالح بصيغ مختلفة مدارها على البعد عمت تزكية النفس والشهادة لها بتكميل الأعمال وإتمام الإيمان.
ولا يشكل على هذا ما نقل عن بعض السلف أنه أجاب بأنه مؤمن دون استثناء مثل:
1- ما نقل عن معاذ بن جبل رضي الله عنه أنه خطبهم فقال: "أنتم المؤمنون وأنتم أهل الجنة، والله إني لأطمع أن يكون عامة من تصيبون بفارس والروم في الجنة، فإن أحدهم يعمل الخير فيقول أحسنت بارك الله فيك أحسنت رحمك الله، والله يقول: {وَيَسْتَجِيبُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَيَزِيدُهُمْ مِنْ فَضْلِهِ} 1 "[2].
فهذا الأثر خوطب فيه الجماعة ولم بعين به شخص، وفي آخره رجع إلى الاستثناء في دخول الجنة فقال:"إني لأطمع"[3].
2- وعن ابن أبي كثير عن رجل لم يسمه عن أبيه: قال سمعت ابن مسعود يقول: أنا مؤمن[4].
وإسناد هذا الأثر ضعيف فالرجل الذي لم يسم وأبوه مجهولان.
3- وعن عبد الله بن يزيد الأنصاري قال: "تسموا باسمكم الذي سماكم الله بالحنيفية والإسلام والإيمان"[5].
1 سورة الشورى، الآية: (26) . [2] رواه الحاكم (2/ 444) ، والبيهقي في الشعب (1/ 213) ، وقال الحاكم صحيح الإسناد ولم يخرجاه، ووافقه الذهبي. [3] انظر شعب في الإيمان للبيهقي (1/ 214) . [4] رواه ابن أبي شيبة في المصنف (11/ 29) ، وفي كتاب الإيمان (ص 10) . [5] رواه ابن أبي شيبة في المصنف (11/ 30) ، وفي كتاب الإيمان (ص 10) ، وقال الألباني صحيح الإسناد موقوفاً.