كما ذكر ذلك شيخ الإسلام فيما تقدم، ومما ورد عنهم في ذلك:
- ما رواه هشام الأزدي عن الحسن البصري ومحمد بن سيرين: أنهما كان يقولان مسلم ويهابان مؤمن[1].
وقال أبو بكر المروزي: قيل لأبي عبد الله نقول نحن المؤمنون؟ تال: نقول نحن المسلمون[2].
وقال أيضاً: قيل لأبي عبد الله نقول: إنا مؤمنون؟ قال: لا، ولكن نقول: إنا مسلمون[3].
وقال الأثرم: قلت لأبي عبد الله: فأما إذا قال أنا مسلم فلا يستثنى؟ فقال: لا يستثني إذا قال: أنا مسلم[4].
أما ما ذكره شيخ الإسلام عن أحمد بن حنبل أن له روايتين في المسألة: إحداهما بتجويز الاستثناء في الإسلام، فسببه عائد إلى أن للإمام أيضاً روايتين في تعريف الإسلام: إحداهما: أن الإسلام هو الكلمة، والأخرى: أنه أعمال الإسلام الظاهرة كاملة. فإن أريد به الكلمة فلا استثناء، وإن أريد به الأعمال الظاهرة كلها فلا بد من الاستثناء؟ لأن الجزم بفعلها وإتمامها كالجزم بالإيمان سواء.
قال شيخ الإسلام: "وأحمد إنما منع الاستثناء فيه- أي الإسلام- على قول الزهري هو: الكلمة، هكذا نقل الأثرم والميموني وغيرهما [1] رواه عبد الله في السنة (1/322) والخلال في السنة (53/603 ح 1075) والآجري في الشريعة (ص 139) وابن بطة في الإبانة (2/874) واللالكائي في شرح الاعتقاد (4/815) . [2] رواه الخلال في السنة (3/602 ح 1073) ، والآجري في الشريعة (ص 139) . [3] رواه ابن أبي يعلى في طبقات الحنابلة (2/ 14) وهو والأثر الذي قبله ذكرهما شيخ الإسلام انظر الفتاوى (7/ 449) . [4] رواه ابن بطة في الإبانة (2/876) .