فهذا الحديث دليل على أن من لا أمانة له، فقد نقص فيه شيء من واجبات هذا الدين، فيذهب عنه كمال الإيمان الواجب وتمامه، ويكون بذلك مؤمناً ناقص الإيمان[1].
يوضح الاستدلال بهذا الحديث ويبينه ما جاء عن عروة بن الزبير رحمه الله أنه قال:"ما نقصت أمانة عبد قط إلا نقص إيمانه"[2]، فنقص الأمانة في العبد دليل على نقص الإيمان وضعفه فيه
ولهذا لما سئل الإمام أحمد رحمه الله مرة عن نقصان الإيمان احتج بهذا، قال الفضل بن زياد[3] سمعت أبا عبد الله وسئل عن نقص الإيمان فقال: حدثنا وكيع عن سفيان عن هشام بن عروة عن أبيه قال:"ما انتقصت أمانة رجل إلا نقص إيمانه"[4].
وقاد الشيخ عبد الرحمن بن حسن حفيد شيخ الإسلام محمد بن عبد الوهاب رحمهم الله:"إذا عرفت أن كلاً من الأعمال الظاهرة والباطنة من مسمى الإيمان شرعاً، فكل ما نقص من الأعمال التي لا يخرج نقصها [1] انظر الفتاوى (11/653) . [2] رواه ابن أبي شيبة في المصنف (11/ 12) وفي الإيمان (ص 6) ، وعبد الله في السنة (1/368) والخلال في السنة (ق 159/ ب) والآجري في الشريعة (ص 118) والبيهقي في الشعب (1/197) وابن بطة في الإبانة (برقم:1147) . [3] هو أبو العباس الفضل بن زياد القطان البغدادي، كان من المتقدمين عند أبي عبد الله، وكان أبو عبد الله يعرف قدره ويكرمه روى عن الإمام مسائل كثيرة جياد، وحدث عنه جماعة انظر طبقات الحنابلة لابن أبي يعلى (1/251) . [4] رواه الخلال في السنة (برقم: 789) والآجري في الشريعة (ص 118) وابن بطة في الإبانة (برقم 1148) .