ج ـ كثير ممن صنف في العقائد ومن المتقدمين بين أن مذهب السلف هو إثبات المعنى وإنما التفويض في الكيف.
د ـ إن الذين صنفوا في العقيدة من المتقدمين قد ذكروا الأحاديث التي تتعلق بالصفات ضمن أبواب رسائلهم، حتى إن ابن خزيمة أطلق على كتابه في ذلك اسم "كتاب التوحيد وإثبات صفات الرب"، باب إثبات وجه الله، وباب في إثبات العين لله، وباب في ذكر استواء خالقنا الأعلى، باب في صفة تكلم الله بالوحي، وهكذا فعل كثير ممن صنف في العقيدة السلفية، مثل الدارمي والإمام أحمد وابن أبي عاصم، واللالكائي والآجري والبيهقي وأبي الحسن الأشعري وابن بطة وغيرهم.
هـ ـ تبويب المحدثين لأحاديث الصفات في كتبهم دليل قاطع أيضاً على أن مذهب السلف هو إثبات الصفات التي وصف الله بها نفسه، أو وصفه رسوله مثل تبويب البخاري في باب قوله تعالى: {كُلُّ شَيْءٍ هَالِكٌ إِلَّا وَجْهَهُ} ] القصص: 88 [، وباب قول الله عز وجل: {وَلِتُصْنَعَ عَلَى عَيْنِي} [طه: 39] .
27 ـ لوازم مذهب التفويض:
يلزم على القول بمذهب التفويض لوازم باطلة هي:
1 ـ القدح في حكمة الرب عز وجل حيث أنزل كلاماً لا يتمكن الناس من فهمه ومعرفة معناه.
2 ـ الوقوع في التعطيل.
3 ـ غلق باب التدبر لكتاب الله تعالى وهو مخالف لقوله تعالى: {أَفَلَمْ يَدَّبَّرُوا الْقَوْلَ} ] الؤمنين: 68 [.
4 ـ مصادمة النصوص الدالة على الإثبات وقد تقدم ذكرها.
5 ـ تجهيل النبي صلى الله عليه وسلم والسابقين الأولين.
قال ابن مسعود: "كان الرجل منا إذا تعلم عشر آيات لم يجاوزهن حتى