responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : شرح الطحاوية نویسنده : الحوالي، سفر بن عبد الرحمن    جلد : 1  صفحه : 1587
وهذه لها موضوع -وسيأتي بإذن الله- أهمية محبته صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وأن محبته غير طاعته، نعم هي تستلزم وتقتضي طاعته لكن المحبة نفسها كعمل قلبي، هذا أمر واجب لا يجوز أن يخلوا منه قلب مسلم.
ولو أن أحداً كَانَ في قلبه أدنى بغض لرَسُول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أو لما جَاءَ به لم يكن مسلماً عَلَى الإطلاق في مذهب أهْل السُّنّةِ وَالْجَمَاعَةِ، بل هو منافق، وإذا لم نحب رَسُول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فمن الذي نحب إذاً.

وقد ضرب الإمام أَحْمَد رَحِمَهُ اللَّهُ مثلاً أعلى في هذا، فقد أمر المعتصم -الخليفة العباسي- به أن يُمد عَلَى الأرض ويضرب، فيضرب حتى تنفتق خاصرته، وتخرج أمعاؤه رَضِيَ اللهُ عَنْهُ ليقول البدعة والكفر، وهو يأبى إلا أن يقول الحق ويصبر عليه وذلك يضربه، ويعذبه، حتى أغمي عليه.

ومن المعلوم أن كل أئمة الإسلام وعلمائه لكثرة علاقتهم بالله -عَزَّ وَجَلَّ- وثقتهم به وعبادتهم وتقواهم، لو رفعوا أيديهم عَلَى مخلوق لاستجاب الله عَزَّ وَجَلَّ لهم؛ لأنهم يتحقق فيهم حديث الولي: (ولئن سألني لأعطينه ولئن استعاذني لأعيذنه) وقد كَانَ الإمام أَحْمَد -رَحِمَهُ اللَّهُ تَعَالَى- من الطبقة العليا من رجال الإسلام في الولاية لله -عَزَّ وَجَلَّ-، وفي طاعته لربه وقد روي ونقل عنه، أنه كَانَ مجاب الدعوة -رَضِيَ اللهُ عَنْهُ- فلما قيل له: أدعُ اللهَ عَلَى المعتصم.

قَالَ: بل أغفر له لقرابته من رَسُول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، والمعتصم ابنٌ من أبناء العباس والعباس عم مُحَمَّد صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فلذلك غفر له.

نام کتاب : شرح الطحاوية نویسنده : الحوالي، سفر بن عبد الرحمن    جلد : 1  صفحه : 1587
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست