نام کتاب : شرح العقيدة السفارينية نویسنده : ابن عثيمين جلد : 1 صفحه : 535
بمعنى الجميع كان فيها إعلال؛ لأنها تكون مشتقة من السور، والسور ليس فيه همزة، لكن قلبت الواو همزة في (سائر) لعلة تصريفية. أما إذا قلنا إن (سائر) من السؤر فالهمزة فيها أصلية.
ونظير ذلك لفظ زائر، هل الهمزة أصلية أو منقلبة؟ فيه تفصيل؛ فإن كانت من زأر الأسد فهي أصلية، تقول: زأر الأسد فهو زائر، وإن كانت من الزيارة فهي منقلبة، تقول زار يزور فهو زائر، وأصلها زاير لكن قلبت همزة.
قوله: (الأنام) أي الخلق، قال الله تعالى: (وَالْأَرْضَ وَضَعَهَا لِلْأَنَامِ) (الرحمن: 10) ، أي: للخلق فهو مبعوث لجميع الخلق المكلفين، ودليل اختصاصه بذلك من وجهين:
الوجه الأول: كونه خاتم الأنبياء، وهذا ثابت بالقرآن، فإذا كان خاتم الأنبياء - والناس كلهم محتاجون للرسالة - لزم من ذلك أن يكون رسولاً إلى جميع الخلق.
الوجه الثاني: أنه في حديث جابر بن عبد الله رضي الله رضي الله عنهما قال النبي صلى الله عليه وسلم: ((أعطيت خمساً لم يعطهن أحد من الأنبياء قبلي: نصرت بالرعب مسيرة شهر، وجعلت لي الأرض مسجدا وطهورا، وأحلت لي الغنائم ولم تحل لأحد من قبلي، وأعطيت الشفاعة، وكان النبي يبعث إلى قومه خاصة وبعثت إلى الناس عامة)) (1)
(1) رواه البخاري، كتاب الصلاة، باب قول النبي صلى الله عليه وسلم: جعلت ... ، رقم (438) ، ومسلم، كتاب المساجد ومواضع الصلاة، باب منه، رقم (521) .
نام کتاب : شرح العقيدة السفارينية نویسنده : ابن عثيمين جلد : 1 صفحه : 535