يقول الشيخ -رحمه الله-: "صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم": يعني وسلم الله عليه، "وسلم تسليما": هذا مصدر مؤكد، "وسلم تسليما مزيدا": تسليما موصولا بالزيادة مستمرا دائما.
"وسلم تسليما مزيدا أما بعد": وأما بعد هذه جملة يؤتى بها للانتقال من المقدمة إلى الشروع في المقصود، وكان من هديه -عليه الصلاة والسلام- أنه يقول في خطبه: أما بعد، ومعناها عند أهل اللغة "أما بعد": يعني مهما يذكر من شيء بعد فهو كذا وكذا.
"أما بعد فهذا اعتقاد": "فهذا": إشارة إلى ما هو حاضر مما سيذكره الشيخ في هذه العقيدة، "فهذا اعتقاد الفرقة الناجية المنصورة أهل السنة والجماعة" بهذا يتبين أن الشيخ قصد في هذا التأليف إلامَ؟ إلى بيان اعتقاد الفرقة الناجية، إلى ما يعتقدونه في ربهم، إلى بيان ما يعتقدون مما أمر الله بالإيمان به.
"فهذا اعتقاد الفرقة الناجية المنصورة": ووصفها بالصفتين، ووصفها بالناجية والمنصورة أخذا من حديث افتراق هذه الأمة، كما في الحديث المشهور المروي في المسانيد والسنن: " أن هذه الأمة ستفترق على ثلاث وسبعين فرقة كلها في النار إلا واحدة " هذه هي الفرقة الناجية " قيل من هي يا رسول الله؟ قال من كان على مثل ما أنا عليه اليوم وأصحابي " وفي لفظ " وهي الجماعة " الفرقة الناجية.
فالفرقة الملتزمة بما كان عليه الرسول -عليه الصلاة والسلام- توصف بأنها الناجية أخذا من هذا الحديث؛ لقوله -عليه الصلاة والسلام-: " كلها في النار إلا واحدة ".
وهي المنصورة أيضا، فهي موصوفة بالنجاة وبالنصر أخذا من قوله -عليه الصلاة والسلام-: " لا تزال طائفة من أمتي على الحق ظاهرين لا يضرهم من خذلهم ولا من خالفهم حتى يأتي أمر الله تبارك وتعالى ".